اليابان: الحزب الحاكم يخسر الانتخابات التشريعية في انتكاسة لرئيس الوزراء إيشيبا

صورة رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا في الحملة الانتخابية، طوكيو في 26 أكتوبر 2024. © أ ف ب

فقد الحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم في اليابان غالبيته في البرلمان خلال الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، للمرة الأولى منذ 2009 وفق تقديرات، ما يمثل انتكاسة مريرة لرئيس الوزراء الجديد شيغيرو إيشيبا الذي دعا إلى هذه الانتخابات المبكرة على أمل تعزيز سلطته.

في انتكاسة لرئيس الوزراء الجديد شيغيرو إيشيبا، خسر الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان غالبيته في البرلمان خلال الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد.

في ختام حملة انتخابية واجه فيها ارتفاع التضخم وتداعيات فضيحة مالية، سيحصل الحزب الديموقراطي الليبرالي على ما بين 153 و219 مقعدا (من أصل 465)، بحسب تقديرات التلفزيون العام "إن إتش كيه"، أي أقل بكثير من الغالبية المطلقة (233) في مجلس النواب.

وستكون نتيجة كهذه غير مسبوقة في تاريخ الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي تمكن من البقاء في السلطة تقريبا طوال تاريخه الممتد منذ 1955، وتمثل هزيمة قاسية لإيشيبا (67 عاما) الذي تولى منصب رئيس الوزراء في الأول من تشرين الأول/أكتوبر بعد أن تزعم الحزب.

وكان إيشيبا دعا بنفسه إلى هذه الانتخابات المبكرة، على أمل تعزيز سلطته.
عقاب "قاس"

وقال إيشيبا للقناة العامة إن الحزب عوقب "بقسوة" في الانتخابات، مضيفا إن الناخبين "أعربوا بوضوح عن رغبتهم في رؤية الحزب الليبرالي الديموقراطي يفكر (في أسباب هزيمته) ويصبح حزبا يتصرف بما يتماشى مع إرادة الشعب".

وبعد ثلاث ساعات على إغلاق مراكز الاقتراع، لم تتمكن بعد تقديرات التلفزيون العام "إن إتش كيه" المستندة إلى استطلاعات الرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع، من تحديد ما إذا كان الائتلاف الحكومي الذي شكله الحزب الليبرالي الديموقراطي مع حليفه كوميتو (يمين الوسط) سيتمكن من الاحتفاظ بالأغلبية المطلقة.

لكن التوقعات التي نشرتها صحيفتا أساهي ويوميوري اليابانيتان رجحت فشل التحالف في الاحتفاظ بها.

غير أن الحزب ونظرا لافتقاره إلى الأغلبية المطلقة مع شريكه في الائتلاف، سيتعين عليه إيجاد حلفاء آخرين أو تشكيل حكومة أقلية هشة علما أن المعارضة لا تزال مقسمة بشكل لا يسمح لها باقتراح تناوب.

وبالاعتماد على حجمها، من المحتمل أن تثير هذه النكسة الانتخابية الذعر في الأسواق المالية التي لم تعتد هذا السيناريو، بحسب محللين.
"الانطلاق على أسس جديدة"

يواجه الحزب الليبرالي الديمقراطي صعوبة في طي صفحة فضيحة التمويل المتورط فيها والتي سبق أن أدت إلى فقدان رئيس الوزراء السابق فوميو كيشيدا شعبيته.

وأكد إيشيبا خلال تجمع انتخابي السبت في طوكيو أن الحزب الليبرالي الديمقراطي يريد "الانطلاق على أسس جديدة بوصفه حزبا عادلا ومنصفا وصادقا".

ووعد الناخبين بـ"يابان جديدة"، آملا في تنفيذ برنامجه لتعزيز الأمن والدفاع وزيادة الدعم للأسر ذات الدخل المنخفض وتنشيط الريف الياباني.

ولكن في حين تعهد إيشيبا عدم دعم ترشح الأعضاء المتورطين في الفضيحة، ذكرت صحيفة أساهي أن حزبه دفع 20 مليون ين (122 ألف يورو) للفروع المحلية التي يقودها هؤلاء المسؤولون.

ومن شأن ذلك أن يثير غضب المعارضة والناخبين، في حين يغذي الارتفاع المستمر في الأسعار الذي يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية، إستياءهم.

كما تعرض إيشيبا لانتقادات لأنه تراجع عن العديد من الوعود منذ انتخابه.

وفي حال غادر إيشيبا منصبه بعد الهزيمة الانتخابية، فسيصبح رئيس الوزراء الذي أمضى أقصر ولاية في البلاد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويصادف الأحد اليوم السادس والعشرين من ولايته.
معارضة "محافظة وبراغماتية"

في المقابل، عزز الحزب الديمقراطي الدستوري، حزب المعارضة الرئيسي، حضوره في البرلمان بشكل كبير، بحسب "إن إتش كيه".

وانتقد زعيمه رئيس الوزراء السابق يوشيهيكو نودا السبت "سياسة الحزب الليبرالي الديموقراطي المتمثلة في تنفيذ إجراءات أولئك الذين يقدمون لهم الكثير من المال، بشكل سريع".

وأكد ماساتو كاميكوبو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ريتسوميكان، أن "أغلبية اليابانيين يثقون بنودا "مشيرا إلى أنه "في الأساس محافظ براغماتي للغاية" وأن موقفه "لا يختلف كثيرا عن موقف الحزب الليبرالي الديمقراطي".

لكن فوز الحزب الليبرالي الديمقراطي "أمر صعب لأن المعارضة منقسمة للغاية"، بحسب الأكاديمي.