من هم "ذئاب الإرهاب" في الولايات المتحدة.. وكيف يتحركون؟
"إرهابيون محليون" مصطلح تطلقه السلطات الأميركية على مرتكبي جرائم الإرهاب الذين يعيشون داخل البلاد. أحدث مثال على هؤلاء شمس الدين جبار الذي تعمد دهس الحشود ليلة رأس السنة الميلادية، وترك علم "داعش" وراءه حتى يتأكد أننا نعرف دوافعه جيدا.
من هم هؤلاء؟ وما أعدادهم؟ وكيف يعتنقون الأفكار الإرهابية رغم أنهم ولدوا ونشأوا في الولايات المتحدة؟
ووفقا لمراجعة أجراها مطلع العام الجاري "المركز الوطني للابتكار والتكنولوجيا والتعليم في مجال مكافحة الإرهاب" للقضايا الجنائية منذ عام 2014، تم توجيه الاتهام إلى أكثر من 250 فردا على صلة بأنشطة مرتبطة بداعش.
وتقول وزارة الخزانة الأميركية إن تنظيم داعش يشكل تهديدا محليا وعالميا". وفي دراسة لوزارة الأمن الداخلي نشرت في 2022 فإن الإرهابين الإسلاميين المحليين ينتشرون في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
هل يتلقون دعما من الجماعات الأجنبية؟
تقول الوزارة "لا" على الأغلب. هذه الجماعات لا توجههم مباشرة وتترك لهم التحرك بحرية، لكنها تلهمهم، وقد يتصلون بأفراد هؤلاء الجماعات عبر الإنترنت أو وسائل التواصل، ومع ذلك، لهم حرية اختيار الموعد ومكان التنفيذ.
ولديهم نزعة إلى السفر إلى الخارج للانضمام إلى المنظمات الإرهابية الأجنبية، وفي الداخل يحبذون جمع الأموال أو المشاركة في أنشطة نيابة عن منظمة إرهابية أجنبية.
كان مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) كان قد قال إن الجندي الأميركي السابق المؤيد لتنظيم داعش الذي نفذ هجوم ليلة رأس السنة في نيو أورليانرز تصرف على الأرجح بمفرده خلال عملية الدهس.
وزار المدينة في وقت سابق في مهام استطلاعية على ما يبدو، واستخدم في إحداها نظارات مزودة بكاميرا، كما زار مصر وكندا في 2023.
وقبل عملية الدهس، نشر عدة تسجيلات مصورة على منصة إلكترونية أعلن فيها تأييده لداعش، وأثناء التنفيذ، وضع راية التنظيم في الجزء الخلفي من مركبته.
كم عدد الهجمات؟
منذ الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 وحتى عام 2022 تم تنفيذ 21 هجوما في الولايات المتحدة أسفرت عن مقتل 92 شخصا على الأقل وإصابة 442 شخصا.
أما الأهداف، فيفضل هؤلاء تلك المرتبطة بالحكومة الأميركية ووكالات إنفاذ القانون والجيش، لكن بدءا من 2015 بدأ هؤلاء في اختيار أهداف أسهل، وباتوا يبحثون عن أدوات للتنفيذ يمكن الحصول عليها بسهولة مثل الأسلحة النارية والأدوات الحادة والمركبات.
أغلب من تم القبض عليهم هم من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، وهناك أيضا أناث وقاصرون.
ووفقا لمراجعة "المركز الوطني للابتكار والتكنولوجيا والتعليم في مجال مكافحة الإرهاب" فغالبية من وجه إليهم الاتهام ضمن أكثر من 250 فردا على صلة بأنشطة مرتبطة بداعش هم مواطنون أميركيون أو مقيمون دائمون، ومن الذكور، وتتراوح أعمارهم بين 15 و62 عاما، ولكن معظمهم أصغر سنا بكثير من منفذ هجوم نيو أورليانز البالغ 42 عاما.
وقد أقر معظمهم بالذنب أثناء محاكمتهم، ولم يحكم ببراءة أو يتم إسقاط قضية أي متهم منهم سوى مرة واحدة.
وليس مستغربا أن يكون جبار قد عمل في الجيش الأميركي. فهناك حالات سابقة لعسكريين سابقة استخدموا خبرتهم العسكرية لتنفيذ مثل هذه الهجمات، لكن هذا لا يعني أن الالتحاق بالجيش مؤشر على تشدد محتمل.
وفي المجمل، فإن عدد مؤيدي داعش في الولايات المتحدة ضئيل، ومع ذلك، فإن تصرفات القلة لها تأثير كبير.
على مدى العقد الماضي، تفيد بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه حقق في أكثر من ألف حالة لتنظيم داعش في جميع الولايات الخمسين.
ولا يوجد أي مؤشر على ما إذا كان جبار على رادار السلطات الأميركية، وهو ما حدث في الحالات السابقة، إذ لم يكن للمتهمين ارتباط سابق أو لم يخضعوا لتحقيقات سابقة.