موسكو ترد على جهود الاستخبارات الأمريكية لتجنيد عملاء روس

العلم الأمريكي يرفرف خلف سياج على السفارة الأمريكية في موسكو، روسيا، بتاريخ 28 مارس/آذار 2018. (تصوير: تاتيانا ماكييفا/رويترز - صورة أرشيفية)

أطلق جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي (إس في آر) مقطع فيديو باللغة الإنجليزية يوم الخميس، حاثًا "الوطنيين الأمريكيين الحقيقيين" المهتمين بسلام العالم على التواصل عبر قنوات اتصال آمن، ردًا على جهود وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) لتجنيد عملاء روس.

وأشارت وكالة المخابرات الأمريكية إلى أن الحرب في أوكرانيا تمثل "فرصة تتكرر مرة واحدة في الجيل" لتجنيد عملاء داخل روسيا. وكانت الوكالة قد نشرت في 2023 مقطع فيديو موجهاً إلى المسؤولين الروس، داعية إياهم إلى "قول الحقيقة" عن نظام وصفته بأنه مليء بـ"المتملقين الكاذبين".

من جهته، سخر جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي (إس في آر) – الذي يُعتبر الجهاز الخلف الرئيسي للكي جي بي في الحقبة السوفيتية – من "المحاولات الخرقاء" التي تبذلها السي آي إيه عبر مقاطع الفيديو هذه لتجنيد الروس.

ويستحضر الفيديو الذي نشره الجهاز الروسي على موقعه الإلكتروني وقناة تلغرام، ذكريات الجهود المشتركة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية لهزيمة ألمانيا النازية، ثم يُسلط الضوء على مخاطر الحرب الأوكرانية الحالية.

وجاء في الفيديو: "نحن مقتنعون بأن الجهود المدمرة لوكالة الاستخبارات المركزية عقيمة، وأن الشعبين الروسي والأمريكي لم ينسوا الصفحات المجيدة من تاريخ النضال المشترك ضد النازية".

يتميز الفيديو - الذي يجمع بين محاكاة ساخرة لمقاطع السي آي إيه ومشاهد عاطفية لـ"مزرعة" وقوات سوفيتية وأمريكية تحتضن بعضها خلال الحرب العالمية الثانية - بتحول مفاجئ إلى صور قاسية من الحرب في أوكرانيا، حيث تدعم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى كييف بالمساعدات العسكرية والمالية.

يختتم الفيديو بعنوان يمكن للمواطنين الأمريكيين المهتمين استخدامه للتواصل مع جهاز "إس في آر" عبر شبكة "تور" التي تتيح الاتصال الامن.

يتزامن إطلاق الفيديو الروسي مع تكهنات حول جهود جديدة يُبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الأوكرانية. ونقلت مصادر عن عضو رفيع في البرلمان الروسي قوله يوم الخميس إن الاستعدادات لاجتماع بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بلغت "مرحلة متقدمة".

يُذكر أن جهاز المخابرات الروسي "إس في آر" وأسلافه قاموا بتجنيد بعض أخطر الجواسيس في التاريخ الأمريكي، منهم جوليوس روزنبرغ الذي ساعد السوفيت في الحصول على الأسرار النووية، والجاسوسان روبرت هانسن وألدريتش إيمز اللذان كشفا آلاف الأسرار الأمريكية.