أسواق الأسهم الأمريكية "تنتعش".. وترامب: سأكون لطيفاً مع الصين ولن أزيد الرسوم عليها
توقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، مستبعداً إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وذلك وسط انتعاش أسواق الأسهم الأميركية عقب ظهور مؤشرات على اقتراب البيت الأبيض من إبرام اتفاقيات تجارية مع عدة دول.
وأضاف ترمب خلال حديثه في البيت الأبيض، أنه "سيكون لطيفاً للغاية في المفاوضات مع بكين"، وأن الرسوم الجمركية على الواردات الصينية لن تتجاوز نسبة 145%، و"ستنخفض بشدة بعد التوصل إلى اتفاق، ولكن ليس إلى الصفر".
وذكر الرئيس الأميركي في تصريحات عقب أداء بول أتكينز اليمين لتولي رئاسة هيئة الأوراق المالية: "نحن في وضع جيد مع الصين، ونحن في وضع جيد تقريباً مع كل دولة، وكل من يريد الانخراط مع الولايات المتحدة، كنا نخسر 5 مليار دولار يومياً خلال فترة إدارة (الرئيس السابق جو) بايدن.. وهم قاموا بعمل مرعب في التعاملات التجارية".
ولفت إلى أن إدارته "خفضت" هذه الخسائر عبر فرض رسوم جمركية واسعة منها ما نسبته 25% على السيارات والألمانيوم والصلب.
وتابع: "لن أقول بأنني سأتعامل بصرامة مع الصين أو رئيسها شي (جين بينج). كلا، سنكون لطيفين للغاية معهم، وسيكونون هم كذلك، وسنرى ماذا سيحصل، ففي نهاية المطاف يجب إبرام اتفاق".
وقال: "أعتقد أننا سنعيش معاً بسعادة كبيرة، ونعمل معاً بالطريقة الأمثل، لذا أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام".
وعن رغبته بإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) جيروم باول، أكد ترمب أنه "لا ينوي إقالته"، وأضاف: "أتمنى أن يكون أكثر نشاطاً في تطبيق فكرته بخفض أسعار الفائدة".
التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين
وقفزت مؤشرات الأسهم الأميركية، الثلاثاء، لتكاد تمحو خسائر، الاثنين، مع انخراط المتعاملين في رهانات محفوفة بالمخاطر على أن البيت الأبيض سيبرم اتفاقات تجارية حاسمة مع عدة دول، فيما أبلغ وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت مستثمرين أن التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين "سيتراجع".
وقال بيسنت في عرض خاص قدمه أمام مستثمرين في مؤتمر لبنك "جيه.بي مورجان تشيس"، إن "المواجهة بشأن الرسوم الجمركية مع الصين غير مستدامة، وإنه يتوقع أن يهدأ الوضع"، بحسب ما نقلته "بلومبرغ".
وأضاف أن "المفاوضات لم تبدأ بعد، لكن التوصل إلى اتفاق ممكن".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر استمع إلى تصريحات وزير الخزانة، قوله إن بيسنت وصف الوضع التجاري الحالي بين البلدين بأنه "حظر متبادل"، وإن "الطرفين يعتبران أنه غير قابل للاستمرار".
وأشار بيسنت إلى أن "هدف إدارة ترمب ليس فصل أكبر اقتصادين في العالم"، معرباً عن أمله في "إعادة توازن كبيرة وجيدة" للاقتصاد الصيني نحو المزيد من الاستهلاك وللاقتصاد الأميركي نحو المزيد من التصنيع، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت بكين مستعدة للقيام بذلك، بحسب المصدر.
وقال بيسنت، إن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار مع فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية 145% على السلع الصينية، وفرض بكين رسوماً 125% على السلع الأميركية.
وذكر المصدر، أن بيسنت أشار إلى أن خفض التصعيد سيحدث "في المستقبل القريب جداً"، وهو ما من شأنه أن يجعل الأسواق "تتنفس الصعداء".
وفي وقت لاحق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحافيين، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة "تمضي بشكل جيد" في المناقشات مع الصين بشأن اتفاق تجاري محتمل.
وأضافت: "سألت الرئيس عن هذا قبل مجيئي إلى هنا، وطلب مني أن أخبركم جميعاً بأننا نمضي بشكل جيد جداً فيما يتعلق باتفاق تجاري محتمل مع الصين".
يأتي ذلك في أعقاب تقرير نشرته "بوليتيكو"، يفيد بأن البيت الأبيض يقترب من إبرام اتفاقيات تجارية مع اليابان والهند.
وقفزت مؤشرات الأسهم الأميركية متجاوزة خسائر، الاثنين، بعد تقارير غذّت توقعات "وول ستريت" بأن الولايات المتحدة أحرزت تقدماً في صياغة الاتفاقات التجارية مع شركائها التجاريين.
وارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 2.5% مسجلاً أفضل أداء يومي له منذ 9 أبريل، بعد سلسلة تقارير غذّت توقعات وول ستريت بأن الأعمال العدائية المرتبطة بالرسوم الجمركية آخذة في الانحسار، مع إحراز الولايات المتحدة تقدماً في صياغة الاتفاقات.
وحذّر صندوق النقد الدولي من أن التصعيد الأخير في الحرب التجارية قد يكلّف كلاً من الصين والولايات المتحدة خسائر جسيمة، ومن المرجح أن يتفاقم الوضع بعد هذا العام. ومع ذلك، فإن بعض المتعاملين يفضّلون التريث لرؤية نتائج المفاوضات مع الحلفاء.