احتفال صاخب في زمن الجوع.. الحوثيون يشعلون سماء صنعاء بالألعاب النارية وسط سخط شعبي

أطلقت ميليشيا الحوثي، مساء الأربعاء 3 سبتمبر، ألعابًا نارية في سماء العاصمة المختطفة صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، تحت مسمى الاحتفاء بذكرى المولد النبوي، وهي مناسبة حوّلتها الجماعة إلى فعالية سياسية ذات طابع طائفي.

وأثارت هذه الخطوة موجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل موظفين ومواطنين، اعتبروها تبذيرًا للأموال في وقت يعيش فيه اليمنيون ظروفًا مأساوية، ويُحرم الموظفون من مرتباتهم للعام العاشر على التوالي بفعل سيطرة الميليشيا على موارد الدولة.

وأكد ناشطون أنّ إنفاق مئات الملايين على الألعاب النارية، بينما ملايين اليمنيين يفتقرون للغذاء والدواء ويعانون من الفقر والمرض، يمثل استخفافًا بمعاناة الناس، وتزييفًا لمعاني الاحتفاء بالمولد النبوي.

وفي تعليقٍ له، كتب الصحفي وليد محمد العمري على صفحته في فيسبوك: "الفرحة النبوية هي أن تعيد راتب موظف حُرم من حقه، أن تُضحك طفلًا يتيمًا بمساعدتك، أن تُشبع أسرة جائعة بطعامك، أن تمسح دمعة حزين وتشعره بأنه ليس وحيدًا، وأن تساهم في بناء مستشفى أو مدرسة بدلًا من حرق الأموال في دخان يزول. الفرح الحقيقي هو بصمة الخير التي تبقى في القلوب، لا في أصواتٍ تزعج الخلق وتُهدر الموارد."

ويرى مراقبون أنّ هذه الاحتفالات لا تمت بصلة لجوهر المولد النبوي، بل تأتي في إطار مشروع سياسي تسعى الميليشيا لفرضه على المجتمع، بتقديم صورة مشوهة عن النبي الكريم، وكأنّ رسالته جاءت لتكريس الحكم والسلطة لسلالة معينة بمزاعم الاصطفاء الالهي لا لإقامة دين الرحمة والعدل.