مليشيا الحوثي تحظر نشر صور ومقاطع القصف الإسرائيلي على صنعاء وتلاحق المصورين
فرضت مليشيا الحوثي، المسيطرة على العاصمة صنعاء، قيودًا مشددة على المواطنين والإعلاميين، مانعةً من نشر صور أو مقاطع فيديو توثق آثار قصف العدو الإسرائيلي الذي خلّف دمارًا وضحايا في أحياء سكنية متفرقة.
ونقلت وكالة الأنباء (سبأ) بنسختها الحوثية عن مصدر في مكتب النائب العام قوله، إن النيابة العامة دعت جميع المواطنين ووسائل الإعلام إلى الامتناع عن نشر أي صور أو مقاطع مصوّرة لمواقع الاستهداف، بذريعة ما أسمته "الحرص على المصلحة العامة والاحتياطات الأمنية"، مهددةً باتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد المخالفين.
اللافت أنّ المليشيا تعمد، بحسب مصادر محلية، إلى إخراج عناصر من جهازها النسائي المعروف بـ"الزينبيات" وبعض الموالين لها على هيئة أقارب للضحايا، ليدلوا بتصريحات أمام وسائل إعلامها الرسمية، ويعلنوا أن دماء أبنائهم وبيوتهم "فداء لزعيم الجماعة وغزة"، في الوقت الذي يختبئ فيه قادة الحوثيين وأسرهم داخل بدرومات محصّنة وكهوف خوفًا من القصف.
ويرى مراقبون أن هذا السلوك يهدف إلى التعتيم الإعلامي على حقيقة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، مع صناعة مشهدٍ دعائي مزيّف يقدَّم عبر قناة "المسيرة" التابعة للجماعة.
ويشير المراقبون إلى أن ما يجري ليس سوى محاولة لدفن الحقائق ومنع توثيق الانتهاكات، في وقتٍ يواجه فيه اليمنيون القصف والدمار بلا حماية ولا إنصاف.
ويؤكد محللون أن منع الحوثيين للتصوير لا يحجب الحقيقة، بل يكشف الوجه القمعي للجماعة ويضاعف الغضب الشعبي ضدها، إذ تحاول تحويل الضحايا إلى أدوات دعاية سياسية، بينما يبقى المواطن العادي وحده في مواجهة المأساة.