إب.. روح الجمهورية تتحدى القمع الحوثي وتتأهب للاحتفاء بسبتمبر

مع اقتراب العيد الـ63 لثورة 26 سبتمبر، تتصاعد الدعوات الشعبية في محافظة إب – قلب اليمن النابض – للاحتفاء بالمناسبة الوطنية الخالدة، في تحدٍ واضح لإجراءات القمع الحوثية التي اشتدت خلال الأشهر الماضية.

العام الماضي شهدت إب موجة اختطافات واسعة طالت المئات من المواطنين على خلفية مظاهر الاحتفاء بثورة سبتمبر، فيما استمرت حملات الاختطافات منذ ذلك الحين، لتطول أكاديميين ومعلمين ومهندسين ومحامين وخطباء ووجاهات اجتماعية.

ووفق ناشطين فإن هذه الحملة الأمنية تهدف إلى كسر إرادة المواطنين ومنعهم من أي فعل رمزي يعبر عن تمسكهم بالجمهورية ومكتسباتها.

إب.. أمينة سر الجمهورية

الكاتب والمحلل السياسي عادل الأحمدي، قال إن إب "ليست مجرد محافظة، بل هي أمينة سر الجمهورية"، مضيفاً: إب تتقن مفاجأة الجميع، وتعرف متى تهمس، ومتى تصرخ في وجه الطغيان. العام الماضي، ورغم حملات الاختطافات الواسعة، أثبت أبناء إب أن مزاجهم الجمهوري عصي على القمع. الحوثيون يخافون من سبتمبر لأنه يذكرهم بزوال سلفهم، ويخشون إب لأنها لا تُدار بالشعارات بل بالتاريخ الذي يسكنها".

وأشار الأحمدي في تصريح لوكالة خبر، إلى أن هذا العام سيكون محطة جديدة لتنامي الوعي الجمهوري، وأن كل شارع وزقاق في إب سيتحول إلى رسالة صريحة برفض الإمامة ومشروعها مهما بلغت أدوات القمع والتضييق.

التاريخ يكتبه الأحياء

من جانبه، دعا صلاح القادري وكيل محافظة إب لشؤون الإعلام في الحكومة الشرعية، أبناء المحافظة واليمنيين كافة إلى التمسك بوحدتهم الوطنية والاحتفاء بثورة سبتمبر. وقال، إن التاريخ يكتبه الأحياء اليوم بأفعالهم. والاحتفاء بالثورة هو أبلغ رد على محاولات الطمس والتضييق، مشيراً إلى أن السادس والعشرين من سبتمبر ليس مجرد تاريخ مضى، بل شعلة متقدة وراية خفاقة للجمهورية.

وأكد القادري أن وفاء اليمنيين لثورة سبتمبر يمثل الرد الأقوى على القمع والإعلان الصريح بأنهم لن يستسلموا ولن يسمحوا بطمس هويتهم الجمهورية.

سبتمبر خالد في وجدان اليمنيين

الناشط الشاب عبدالرحمن أمين –أحد أبناء إب المقيمين في هولندا– قال إن الاحتفاء بسبتمبر ضرورة وطنية تجسد تضحيات اليمنيين في إسقاط النظام الإمامي، مشيراً إلى أنه نشر عبر منصات التواصل سلسلة فيديوهات بعنوان "أنا يمني" يدعو فيها الجميع للاحتفاء بالمناسبة كل بطريقته.

وفى السياق، أكد الناشط إدريس الشعيبي أن مظاهر الاحتفاء بسبتمبر بدأت منذ مطلع أغسطس الماضي، وتتضاعف يوماً بعد آخر، وهو ما يثير قلق ميليشيا الحوثي ويدفعها لتشديد قبضتها الأمنية.

وأشار الشعيبي إلى أن قناة "الساحات" التابعة للجماعة بثت مقابلة مع وكيل المحافظة المعيّن من قبل الحوثيين عبدالفتاح غلاب، الذي وجّه تهديدات مبطنة ضد أي مظاهر احتفال.

وقال الشعيبي: مهما فعلوا، سيحتفل أبناء إب بسبتمبر كل بطريقته، وهذا يؤكد أن سبتمبر خالد في ذاكرة اليمنيين ووجدانهم، وأن مشروع الإمامة لن ينجح في طمس رمزية الثورة من حياتهم وتعليمهم وتاريخهم.

رسالة تحدٍ رغم القمع

ورغم القبضة الحديدية التي تفرضها المليشيا الحوثية على المحافظة، يرى مراقبون أن هذا العام قد يشهد حضوراً أكبر لروح سبتمبر، حيث تحول الذكرى إلى رسالة وطنية جامعة تؤكد أن الجمهورية باقية، وأن إرادة اليمنيين لا يمكن كسرها مهما اشتدت وتنوعت أدوات القمع الحوثية.