تحقيق: سفن روسية تواصل تهريب الحبوب من القرم إلى الحوثيين في اليمن رغم العقوبات الغربية

كشف تحقيق استقصائي أجرته منصة Bellingcat الهولندية المتخصصة في الصحافة المعتمدة على المصادر المفتوحة، عن استمرار سفن شحن روسية في تهريب الحبوب من شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي في اليمن، في انتهاك للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

وأوضح التحقيق أن سفينة الشحن الروسية "إيرتيش" (IMO: 9664976) نقلت شحنات حبوب من ميناء سيفاستوبول في القرم المحتلة إلى ميناء الصليف الخاضع للحوثيين في محافظة الحديدة، بعد أن عطلت نظام التتبع الخاص بها لتضليل المراقبة الدولية، وهو الأسلوب ذاته الذي استخدمته سفن أخرى متهمة بـ"سرقة الحبوب الأوكرانية".

وأشار التقرير إلى أن السفينة توقفت في ميناء جيبوتي للخضوع لتفتيش من قبل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن (UNVIM)، قبل أن تتابع رحلتها نحو اليمن.

وفي رد رسمي على استفسارات Bellingcat، أوضحت آلية UNVIM أنها لا تمتلك صلاحية حظر الشحنات استنادًا إلى عقوبات وطنية أو إقليمية أحادية، مؤكدة أن تفويضها يقتصر على التحقق من الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن.

كما وثّق التحقيق عبر تتبّع الأقمار الصناعية رحلات سفينتين روسيتين إضافيتين، هما "ماتروس بوزينيتش" و**"زافار"**، قامتا بإيقاف أنظمة التتبع أثناء تحميل الحبوب في ميناء سيفاستوبول، حيث توجهت الأولى نحو اليمن عبر جيبوتي، فيما رُصدت الثانية قرب ميناء الإسكندرية في مصر، وهو موقع معروف لتفريغ شحنات الحبوب المهربة من أوكرانيا.

ولفت التقرير إلى أن ميناء سيفاستوبول ومحطة حبوب "أفليتا" يخضعان للعقوبات الأميركية والأوروبية والبريطانية منذ سنوات، فيما أدانت أوكرانيا مرارًا ما تصفه بسرقة الحبوب الأوكرانية والمتاجرة بها من قبل روسيا.

وبحسب UNVIM، خضعت سفينة "إيرتيش" للتفتيش في 7 سبتمبر/أيلول، وتمت الموافقة على مرورها في 8 سبتمبر من قبل خلية الإخلاء والعمليات الإنسانية التابعة للتحالف بقيادة السعودية، وهي جهة مستقلة عن الأمم المتحدة.

ولم ترد الحكومة الروسية أو وزارة خارجيتها على طلبات التعليق بشأن نتائج التحقيق، الذي يسلّط الضوء على شبهات تورط موسكو في دعم الحوثيين عبر تجارة الحبوب المهربة من القرم.