تصاعد الاختطافات.. الحوثيون بين رعب السقوط ونهاية المشروع (تقرير)

اعتبر مراقبون سياسيون أن تصاعد موجة الاختطافات التي تنفذها مليشيا الحوثي خلال الآونة الأخيرة، لا تعكس قوة أو نفوذاً بقدر ما تكشف عن حالة خوف واضطراب تعيشها الجماعة.

وقال المراقبون، إن جريمة اختطاف الدكتور حمود العودي، أحد رموز المدنية والسلام والحوار، ورفيقيه عبد الرحمن العلفي وأنور شعب، تؤكد أن المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أصبحت تعيش أجواء رعب حقيقية، حيث تتواتر الأنباء عن قيام المليشيا باختطاف المواطنين لمجرد الاشتباه أو الشك في مواقفهم.

وبحسب المصادر السياسية، فإن الجماعة باتت تختطف أي مواطن لا يشارك في فعالياتها أو لا يرفع شعاراتها، معتبرة إياه مشبوهاً حتى يعلن الولاء لها، وهو ما يعكس مناخ القمع والترهيب السائد في مناطق سيطرتها.

وأشارت إلى أن استهداف شخصيات فكرية وأكاديمية مثل الدكتور العودي والأستاذ العلفي، وهما في سن متقدمة ويعملان في مجالات البحث والكتابة، يكشف عن خوف الحوثيين من الكلمة والفكر أكثر من خوفهم من السلاح.

وأكدوا أن "الانتفاشة الحوثية تلاشت، وبدت الجماعة صغيرة بحجم فكرتها الضيقة، أمام وطن واسع الطيف والتنوع"، مشيرين إلى أن "الخوف من الكلمة عند الحوثيين أعظم من خوفهم من صواريخ أمريكا وإسرائيل، فالأولى تفضح ضعفهم، بينما تمنحهم الثانية وهماً بالعظمة".

وأضاف السياسيون أن "تصنيف الجماعة لكل فئات الشعب كخصوم وأعداء يمثل ذروة الانكسار النفسي، التي لا بد أن تتبعها هزيمة ميدانية قريبة".

ورأوا أن الجماعة باتت تتصرف كـ"ضبع ينهش في كل اتجاه"، وأن الإفراط في استخدام القوة يعكس ارتباكاً داخلياً وخوفاً من الانهيار، مشيرين إلى أن "من يطلق النار في كل اتجاه هو في العادة خائف، بلا مأوى آمن ولا قيادة تضبط سلوكه".

وأكدوا أن المؤشرات الميدانية والسياسية توحي بأن نهاية عهد الحوثي باتت قريبة، خاصة بعد رحيل الجيل المؤسس الذي قاد الجماعة إلى صنعاء وبنى بنيانها الأمني والعسكري، ليتولى القيادة جيل جديد يملك فائضاً من التهور ونقصاً في الحكمة والخيال.

 

وأكدوا أن الجماعة اليوم ليست فقط خائفة، بل تائهة ومضطربة، وكل المؤشرات تدل على أنها تمرّ بمرحلة حرجة عنوانها “النازلة القاسية” التي تفقدها تماسكها الداخلي وتوازنها الميداني.

وأضاف المراقبون أن الحوثيين، الذين يتحصنون في مخابئ مترفة بعيدة عن نبض الناس، يمدون أذرعهم المرتعشة نحو المجتمع، يختطفون ويطلقون الاتهامات جزافاً لإخفاء خوفهم المتزايد، حتى وصلت أياديهم إلى الدكتور حمود العودي، المواطن البسيط في حياته، الكبير بعلمه ومواقفه ووطنّيته، مؤكدين أن “قبضة الحوثي أصغر بكثير من حجم الرجل الذي اختطفوه”.

ولفتوا إلى أن “كل سلطة ميليشياوية تحكم بالسلاح تنظر إلى المجتمع كساحة إخضاع شامل، فتختطف المختلف، وتطارد الصامت، وتستهدف من لا يردد شعاراتها، لتتسع بذلك الهوة بينها وبين الناس، ويتراكم الغضب في النفوس”.

وأوضح المراقبون أن توجه مليشيا الحوثي نحو استهداف ما تبقى من الرموز الفكرية والوطنية والشخصيات محل الاحترام العام، يؤكد ارتهانها التام لمنطق القسر والإلغاء، ويدفعها إلى أقصى درجات العداء مع المجتمع الذي تدعي تمثيله.

وبحسب تحليلهم، فإن الجماعة تسير بخطى ثابتة نحو نهايتها، إذ تكتب سقوطها بيدها، وتعزل نفسها عن الناس، وتستعدي النخب الحرة، محولة الوطن إلى معتقل كبير، في الوقت الذي تتآكل فيه من الداخل وتستعجل انهيارها قبل أن يجهز عليها خصومها.

وأضافوا أنه “كلما اقترب الحوثيون من لحظة سقوط مشروعهم العنصري، ازدادوا توتراً وعدوانية، في مشهد يشبه رفسة الثور الهائج قبيل سقوطه”، مشددين على أن “تصاعد حمى الاختطافات ليس سوى علامة على رعب داخلي حقيقي تعيشه الجماعة، لأنها تدرك أنها منبوذة ومرفوضة من كل اليمنيين، وأن نهايتها ليست سوى مسألة وقت”.