"واشنطن بوست" تكشف حذف الخارجية الأمريكية وثائق عن خطر حرب نووية وشيكة

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن وزارة الخارجية الأمريكية حذفت، دون تقديم أي توضيحات، تسجيلاً تاريخياً على موقعها الإلكتروني يتناول أخطر اللحظات النووية في الحرب الباردة، حين كادت مناورات لحلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1983 أن تشعل حرباً نووية غير مقصودة مع الاتحاد السوفيتي.

وقالت الصحيفة إن التسجيل المحذوف كان يتحدث عن مناورات "إيبل آرتشر 83" (Able Archer 83)، التي جرت في أوروبا الغربية خلال نوفمبر من العام نفسه، والتي أثارت حينها ذعراً في أروقة القيادة السوفيتية، بعد أن بدت تلك المناورات محاكاة واقعية لهجوم نووي أمريكي محتمل.

وبحسب التقرير، فإن وزارة الخارجية الأمريكية ملزمة قانوناً منذ عام 1991 بنشر سجل "كامل ودقيق وموثوق" للسياسة الخارجية الأمريكية، ضمن سلسلة العلاقات الخارجية للولايات المتحدة (FRUS)، التي تضم أكثر من 450 مجلداً توثق السياسة الأمريكية منذ قرن ونصف، وتُنشر حالياً بصيغة رقمية.

وأوضحت الصحيفة أن الوزارة أعادت في يناير الماضي نشر مجلد عن إدارة الرئيس رونالد ريغان كان قد صدر عام 2021، لكن النسخة الجديدة جاءت منقوصة من 15 صفحة رئيسية تتعلق بتفاصيل المناورات والإنذار النووي الذي أحدثته في موسكو، واستُبدلت تلك الصفحات بإشعار مقتضب يشير إلى حذفها.

وأضافت واشنطن بوست أن تلك الصفحات المحذوفة تضمنت وثائق مهمة، من بينها تحذير من مدير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية آنذاك، الذي أكد أن المناورات أوصلت الولايات المتحدة "أقرب إلى حرب نووية مما كان يُعتقد" .

وأكدت الصحيفة أن الوثائق، التي أزيلت لاحقاً عام 2022 ثم ظهرت مجدداً في نسخة منقحة مطلع 2025، كانت تشرح بالتفصيل كيف اعتقد الاتحاد السوفيتي أن مناورات الناتو تحاكي هجوماً فعلياً، مما دفعه إلى رفع جاهزيته النووية إلى أعلى مستوى.

وفي تعليق مقتضب، نقلت الصحيفة عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله إن الوزارة "غير ملزمة بتقديم إشعار عام حول أسباب الحذف"، دون أن يوضح طبيعة المعلومات أو سبب اعتبارها حساسة حتى بعد مرور أكثر من أربعة عقود على الحادثة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مراجعتها لأرشيف المجلدات الأخرى في سلسلة FRUS لم تُظهر أي حالة حذف مشابهة، ما أثار تساؤلات واسعة في الأوساط الأكاديمية والإعلامية حول طبيعة تلك الصفحات المفقودة، وما إذا كانت تكشف تفاصيل لم يُرَد نشرها بعد عن واحدة من أخطر أزمات الحرب الباردة.