بلومبيرغ: خلافات تعرقل المحور الأمريكي الأوروبي الأوكراني

تواجه المفاوضات الثلاثية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا تعثراً واضحاً، وسط مخاوف أوروبية متزايدة من احتمال انسحاب واشنطن من مسار التسوية، وفق تقرير لوكالة "بلومبيرغ".

ونقلت الوكالة عن مصادر دبلوماسية في بروكسل أنّ قنوات التواصل بين الأطراف الثلاثة شهدت تعقيدات خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى أن عدداً من العواصم الأوروبية تخشى أن يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً بالتراجع عن المشاركة في الجهود السياسية إذا أخفقت محاولاته في تحقيق تقدم سريع.

ولفتت "بلومبيرغ" إلى أن التصريحات الأوروبية المتكررة بشأن استمرار دعم كييف إلى أجل غير معلوم لا تعكس استراتيجية متماسكة، معتبرة أن أوروبا بحاجة إلى حسم موقفها من القدرة على تحمّل أعباء الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا في حال اضطرت للمضي منفردة.

وفي سياق التطورات الدبلوماسية، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين مساء الثلاثاء المبعوث الأمريكي الخاص ستيف يتكوف وجاريد كوشنر، في لقاء استمر قرابة خمس ساعات. 

ووصف يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، الاجتماع بأنه "بنّاء ومفيد"، مؤكداً في الوقت ذاته أن النقاشات لم تُفضِ بعد إلى صيغة توافقية، فيما تناولت المباحثات تفاصيل المقترحات الأمريكية للسلام.

وكان البيت الأبيض قد كشف في نوفمبر الماضي عن إعداد خطة شاملة لتسوية النزاع في أوكرانيا. وبحسب تسريبات إعلامية، تتضمن المقترح نقل السيطرة على إقليم دونباس لروسيا، والاعتراف بضم القرم ودونباس، وتجميد خطوط التماس في زابوروجيا وخيرسون، إضافة إلى خفض القوات الأوكرانية بنسبة 50%، وحظر نشر قوات أو أسلحة أجنبية قادرة على استهداف العمق الروسي.

وعقدت في جنيف الأحد جولة مفاوضات ثلاثية لمراجعة التعديلات على الخطة الأمريكية، ركزت على حجم القوات الأوكرانية، ومستقبل محطة زابوروجيا النووية، ودور الناتو، وترسيم الحدود الإقليمية.

من جانبه، رأى بوتين أن المقترح الأمريكي يمكن أن يكون "أساساً لاتفاق مستقبلي"، لكنه شدد على ضرورة دراسة كل بند بتأنٍ، مضيفاً أن المعادلة الميدانية تصب في مصلحة موسكو، رغم تأكيده بقاء روسيا منفتحة على الحوار والحلول السياسية.