ليبيا.. اتهامات لدبيبة باحتجاز وزيرين في حكومة باشاغا
نقلت وكالة رويترز عن مصدرين مقربين من رئيس الوزراء الليبي المعين من البرلمان، فتحي باشاغا، إن اثنين من وزرائه محتجزين من قبل قوة مسلحة لها صلة برئيس الوزراء الحالي، عبد الحميد الدبيبة.
وذكر المصدران أن جماعة مسلحة تابعة لدبيبة في مدينة مصراتة الساحلية احتجزت وزيري الخارجية والثقافة في حكومة باشاغا أثناء محاولتها القيام برحلة برية من طرابلس إلى طبرق، حيث كان من المفترض أن يشاركا في تأدية اليمين، اليوم الخميس.
ولم يرد متحدث باسم حكومة الدبيبة على طلب للتعليق.
وقال باشاغا في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، إن رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس أغلق أيضا المجال الجوي الليبي لمنع وزراء جدد من السفر إلى طبرق لأداء اليمين.
وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها يوم الخميس بشأن تقارير تفيد بأن التصويت في مجلس النواب الليبي (البرلمان) على تنصيب حكومة جديدة، والذي قد يتسبب في تجدد القتال أو عودة الانقسام للبلاد، "لم يرق إلى المعايير المتوقعة"، بحسب رويترز.
وجاء في بيان الأمم المتحدة أن هناك تقارير تفيد بأن التصويت لا يفي بمعايير الشفافية والإجراءات المطلوبة، وأنه كانت هناك أعمال ترهيب قبل الجلسة.
ومن المقرر أن يؤدي فتحي باشاغا اليمين رئيسا للوزراء يوم الخميس رغم أن رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة يرفض تسليم السلطة. ويحظى باشاغا والدبيبة ببعض الدعم العسكري في العاصمة طرابلس.
قال المتحدث إن الأمم المتحدة تركز بدلا من ذلك على تجديد مساعيها لإجراء الانتخابات مضيفا أن مستشارة الأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني وليامز ستدعو قريبا لإجراء محادثات بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة وهو هيئة سياسة مناوئة.
والثلاثاء، صوت 92 نائبا من أصل 101 كانوا حاضرين لصالح منح الثقة للحكومة الجديدة، خلال الجلسة التي استمرت أقل من ثلاثين دقيقة وبثتها وسائل الإعلام المحلية.
وقال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح عقب انتهاء الجلسة، بأنه وفقا لهذا التصويت "منحت الثقة للحكومة" الجديدة.
وفي أول كلمة عقب منح الثقة لحكومته، أشاد باشاغا بجلسة تصويت "ديمقراطية نزيهة وعلنية وبإرادة ليبية".
وقال باشاغا، في تصريح متلفز "أهم ما نسعى إليه اليوم، هو المصالحة الوطنية والمشاركة في الاستقرار (...)، أنا لم آت إلى الانتقام أو لتصفية الحسابات". كما عبر عن استعداده، إلى مد يديه إلى كل المعارضين، في إشارة لمنافسه الدبيبة.
من جانبه حذر الدبيبة في بيان جديد لحكومته من أي محاولة لاقتحام مقراتها.
وقال في البيان، "أي محاولة لاقتحام مقراتنا، سيعتبر هجوماً ضد مقرات حكومية، وسنتعامل مع هذه التحركات وفق صحيح القانون".
وجاء اختيار باشاغا، بعدما اعتمد مجلس النواب الأسابيع الماضية، خارطة طريق جديدة، يتم بموجبها إعادة تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات في غضون 14 شهراً كحد أقصى، ما تسبب في انقسام ورفض حول تعطيل إجرائها إلى هذا التاريخ البعيد.
وكان قد تم تعيين عبد الحميد الدبيبة من طرف ملتقى الحوار السياسي الليبي قبل سنة على رأس حكومة انتقالية، مهمتها توحيد المؤسسات وقيادة البلاد إلى انتخابات رئاسية وتشريعية حدد موعدها في 24 ديسمبر الفائت.
لكن الخلافات العميقة أدت إلى تأجيل هذه الانتخابات إلى أجل غير مسمى. وكان المجتمع الدولي يعلق آمالا كبيرة على الانتخابات لتساهم في استقرار بلد مزقته ولا تزال الفوضى منذ 11 عاماً.
ولا يعرف الطريق الذي تسير باتجاهه ليبيا، بوجود رئيسين للوزراء في السلطة، مع تصاعد التحذيرات بأن تكون بداية لانقسام سياسي كالذي عصف بالبلاد بـ"رأسين تنفيذين" قبل نحو 8 أعوام، بحسب فرانس برس.