الجيش السوداني يعلن تقدمه في جنوب الخرطوم بعد السيطرة على ود مدني
قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان يحيي مجموعة من قواته في قاعدة عسكرية بمنطقة جبيت شرقي السودان- 31 يوليو 2024 - Reuters
أعلن الجيش السوداني الأحد، أن قواته سيطرت على مناطق واسعة بجنوب العاصمة الخرطوم، من بينها مجمع الرواد السكني الذي قال إن عدداً من "القناصة التابعين لقوات الدعم السريع"، كانوا ينتشرون داخله، حسب ما أفاد بيان للجيش، وذلك، بعد سيطرته على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، السبت.
وذكرت مصادر ميدانية لـ"الشرق" أن القوات المسلحة السودانية تعمل على تنظيف المخلفات العسكرية من داخل مدينة ود مدني.
وقال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن عهد القوات المسلحة السودانية لشعبها هو "أن تسترد وتطهر كل شبر دنسته مليشيا آل دقلو ومرتزقتها" حسب تعبيره.
والسبت، سيطرت القوات المسلحة والقوات المتحالفة معها على مدينة ود مدني وعدد من القرى الكبيرة حولها، ورداً على ذلك، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تسجيل صوتي، "خسرنا جولة اليوم، ولم نخسر المعركة".
ونشر الجيش مقطعاً مصوراً ظهر فيه جنود داخل مدينة ود مدني، وقال، في بيان صحافي، إن هيئة قيادة القوات المسلحة تهنئ الشعب بدخول القوات للمدينة، وأنها "تعمل الآن على نظافة جيوب المتمردين داخل المدينة".
وتابع الجيش: "نؤكد لشعبنا الأبي أن قواتكم المسلحة والقوات المساندة لها تتقدم بعزيمة وإصرار في كل المحاور". كما هنأت وزارة الخارجية السودانية الشعب بـ"الانتصار العظيم الذي تحقق اليوم باستعادة مدينة ود مدني الشامخة، برمزيتها التاريخية والوطنية والثقافية الكبرى"، بحسب بيان صحافي.
اشتباكات متقطعة في الفاشر
وشهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، هدوءاً حذراً صباح الأحد، عقب حدوث اشتباكات خفيفة ومتقطعة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في المحورين الشرقي والجنوبي الشرقي.
وقالت مصادر من داخل معسكر أبو شوك للنازحين، إن قوات الدعم السريع نفذت قصفاً مدفعياً طال النازحين، مما أسفر عن مصرع وجرح بعضهم.
مدينة استراتيجية
وتمثل السيطرة على مدينة ود مدني أهمية بالغة، إذ تضم مشروع الجزيرة الزراعي العملاق، الذي يُعتبر من أكبر المشاريع المروية في العالم بمساحة تُقدر بنحو 2.2 مليون فدان.
كما توفر إمكانية الوصول إلى ولايات مختلفة في الشرق والغرب والجنوب، والتحكم في سلاسل الإمدادات، بالإضافة إلى قربها جغرافياً من العاصمة.
ومنذ اندلاع الحرب، نزح مئات الآلاف من الخرطوم إلى ود مدني، لتصبح بعد ذلك مقراً مؤقتاً لعدد كبير من المنظمات المحلية والدولية العاملة في المجال الإنساني.
وفي ديسمبر من 2023، تمكنت قوات الدعم السريع من عبور جسر "حنتوب" والسيطرة على المدينة الاستراتيجية، بعد انسحاب قوات الفرقة الأولى مشاة التابعة للجيش من هناك.
وفور وصول الجيش إلى ود مدني، السبت، انطلقت في بورتسودان ومدن سودانية أخرى، مسيرات شعبية وسط أجواء احتفالية وإطلاق للرصاص.
حملة مكثفة
وكثف الجيش السوداني حملته لاستعادة ولاية الجزيرة في الأشهر القليلة الماضية، بعد أن بسط سيطرته على ولاية سنار في الجنوب، وزاد من عدد ضرباته الجوية.
وأعلن قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة انشقاقه وانضمامه للقتال إلى جانب صفوف الجيش في أكتوبر الماضي، وشاركت قواته في عمليات السبت.
وواصل الجيش عملياته في مدينة بحري شمال منطقة العاصمة، حيث حقق تقدماً في الأشهر القليلة الماضية.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم المناطق في غرب البلاد، وتقاتل قوات الجيش من أجل السيطرة على الفاشر، آخر معقل لها في إقليم دارفور.
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع أيضاً "قتالاً عنيفاً للسيطرة على ولاية النيل الأبيض جنوب السودان".