المجتمع الدولى يقود الانقلاب في اليمن

يبرهن المجتمع الدولي كل يوم أنه لا يزال مستمراً في توجيه ضرباته في خاصرة الشرعية وطعناته في قلبها الذي صار عليلاً بسبب تكرار الخذلان وما يمكن أن نسميه انقلاباً عليها..!! .

وفيما يدعى المجتمع الدولي أنه سنداً للشرعية اليمنية وأنه مع وحدة اليمن واستقلاله واستعادة دولته واستقراره يثبت الزمن مشفوعاً بأحداثه أن الشرعية واليمنيين عموماً لا يواجهون انقلاباً حوثياً وحسب، وإنما انقلاباً من المجتمع الدولي، تنفذه المليشيا الإجرامية برعاية دولية مكينة لا تتوقف عن حماية أدواتها المنفذة، ولا تتأخر عن إنقاذها وإخراجها من أي مأزق قد تواجهه أو يمكنه أن يعطل انقلابها أو يضعفه..!!

وأصبحت البراهين والأدلة أوضح وأكثر من أن نحتاج لذلك، لأنها صارت تستحضر ذاتها دون عناء أو قصدية، متبرجة في المواقف والتدخلات التي يسارع المجتمع الدولي في تبنيها، عبر مؤسساته وهيئاته المختلفة، تحت شعارات ودعاوى إنسانية في مقدمتها، افتراء وباطلاً، مراعاة الصالح العام لليمن واليمنيين.

بينما تؤكد تلك التدخلات والمواقف من يوم لآخر، أنها تستهدف ذلك الصالح، ولا تخدم أحداً ولا تحمي أحداً ولا تدافع عن أحد غير المليشيا الانقلابية..!!

لقد أثبت وأكد المجتمع الدولي ومؤسساته طوال الأزمة المؤلمة التي يعانيها اليمن، أنه أكثر من يستهدف الشرعية اليمنية ويخدم العصابة الإجرامية المنقلبة، ويراعي مصالحها، ويحرص كل الحرص على أن تحافظ على انقلابها، وتؤمن له القوة والمكانة التي تساعده على الاستمرار في تفتيت اليمن وصناعة معاناة اليمنيين.

وأكد مراقبون سياسيون أن الدعم الأممي للمليشيات أسفر عن ضعف يعتري كيان الشرعية ويحوله إلى كيان مهترئ ضعيف الحضور والقابلية، فيما يتنامى في المقابل وبقصدية ماكرة التمكين والقوة للمليشيا الإجرامية، في حالة تستدعي التعجب والاستغراب.

وطالب المراقبون الشرعية بكامل مكوناتها أن تدرك الآن أنها هدف للإطاحة وليس للدعم من المجتمع الدولي، وأنها لولا تدخلاته وقرارته وإيعازاته، ما وصلت إلى ما هي فيه من موقف ضعيف وحرج أمام نفسها وأمام الشعب، الذي عول عليها ولا يزال جزء لا بأس به منه يعول عليها في التخلص من الانقلاب واسترداد الدولة واستعادة مظاهرها.

وأشاروا إلى أن القبول بتدخل الأمم المتحدة بخصوص القرارات التي اتخذتها الشرعية مؤخراً بنقل البنوك وشركات النقل، والتي تشكل ضغطا ممتازا على المليشيا، هو في رأي معظم اليمنيين، استسلام مؤذ للشرعية وللشرعية وحدها فقط.

ولفتوا إلى أن هذه الضغوط تستنزف ما تبقى للأمم المتحدة من رصيد القبول لدى اليمنيين، ولا يستبعد أن يكون الطعنة القاتلة والمنهية لوجودها في إرادة وموقف الشعب، الذي كثيرا ما مني بالخيبات منها.