تعز.. مدينة بلا ماء وسلطة بلا حلول

في ظلّ ظروف معيشية قاسية وفشل مزمن من السلطة المحلية، تتصاعد معاناة سكان مدينة تعز بسبب أزمة مياه الشرب المتفاقمة، حيث اضطر المواطنون بمن فيهم النساء والأطفال للوقوف في طوابير طويلة أمام خزانات السبيل ومحطات مياه، في محاولة يائسة للحصول على كميات ضئيلة من المياه لا تلبّي الحد الأدنى من الاحتياج اليومي.

وتزامناً مع اتساع رقعة الأزمة، شهدت المدينة خلال الأيام الماضية خروج عدد من الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات الشعبية، رفع فيها المحتجون لافتات تطالب بتوفير المياه ونددوا بعجز السلطات عن إيجاد حلول جذرية. 

ورُصدت مشاهد لمتظاهرين في أحياء الجحملية والمظفر ووادي القاضي وهم يهتفون ضد ما وصفوه بـ"التقصير الفادح للسلطات المحلية".

وقال المواطن أمين عبدالحكيم، من سكان حي الروضة، في تصريح لوكالة "خبر": لم نعد نحتمل هذا الإهمال، الماء حق أساسي، ومع ذلك نقف في طوابير ليلية ننتظر بعض الجالونات التي لا تكفي، بينما المسؤولون صامتون تمامًا".

الاحتجاجات تزامنت مع حملة إلكترونية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي أطلقها ناشطون تحت وسمي (#تعز_تشتي_ماء) و(#تعز_بدون_ماء)، عبّروا خلالها عن غضبهم من استمرار الأزمة، ونشروا مقاطع مرئية توثق طوابير المواطنين، ومعاناة النساء والأطفال في مشاهد وصفها البعض بـ"المهينة للكرامة الإنسانية".

من جهتها، أشارت أم محمد، وهي أم لخمسة أطفال: انها "لم أعد قادرة على تأمين ماء للشرب أو النظافة، مؤكدة أن أطفالها ينامون عطاشى، وأنها تشعر بالعجز والقهر إذا استمرت هذه الكارثة، فالكارثة الأكبر قادمة".

وبينما ترتفع أسعار صهاريج المياه بشكل جنوني بلغ الصهريج الواحد الى 80 الف ريال، لا تزال السلطة المحلية في تعز تلتزم الصمت وتقديم وعود واهية، دون اتخاذ أي خطوات عملية لإنقاذ المدينة من شبح العطش المتفاقم.