العراق.. الصدر يوجه رسالة تحذير عن أزمة حساسة تمس ملايين المواطنين
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى "إنقاذ مياه العراق من التلوث"، مطالبا بإبعاد هذا الملف الحيوي عن الخلافات السياسية والتسقيط الإعلامي.
وتأتي تصريحات الصدر في ظل أزمة مائية متفاقمة تهدد البلاد بكارثة إنسانية وبيئية. وقال الصدر في منشور له على منصة "إكس"، اليوم الجمعة، إن "مسألة تلوث المياه أصبحت قضية إنسانية لا يمكن السكوت عنها"، مضيفا: "بعد أزمة الكهرباء المتجذرة في العراق، ها هي المخاوف من أزمة تلوث المياه تتصاعد تدريجيا".
ووسم الصدر منشوره بعبارة: #أنقذوا_ماء_العراق_من_التلوث، داعيا إلى "ترك المهاترات السياسية جانبا" و"الابتعاد عن نشر الأكاذيب والتسقيط السياسي" في التعامل مع هذا الملف الحساس.
وتأتي دعوة الصدر في وقت حرج، حيث تشهد البلاد انخفاضا حادا في مناسيب المياه، وصفته وزارة الموارد المائية في يوليو الماضي بأنه "الأدنى منذ ثلاثينيات القرن الماضي".
وأرجعت الوزارة ذلك إلى شح الإطلاقات المائية من دول المنبع (تركيا وإيران)، بالإضافة إلى تداعيات التغير المناخي، مؤكدة أن عام 2025 يعد من أكثر السنوات جفافا منذ عام 1933.
وشهدت ثلاث محافظات عراقية مؤخرا تراجعا كبيرا في المخزون المائي، وسط تحذيرات من تفشي الأمراض الوبائية المرتبطة بالمياه، ما دفع الجهات الصحية إلى تكثيف حملات التوعية للوقاية من التهديدات البيئية المتوقعة.
ويصنف العراق من بين أكثر خمس دول تضررا من التغير المناخي، بحسب تقارير أممية ودولية.
وبحسب البنك الدولي فإن البلاد بحاجة إلى استثمارات تتجاوز 233 مليار دولار بحلول عام 2040، أي ما يعادل 6% من الناتج المحلي الإجمالي سنويا، لمواجهة التحديات التنموية والبيئية والانتقال إلى اقتصاد أكثر استدامة.
في السياق ذاته أفاد "المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان" بأن العراق فقد نحو 30% من أراضيه الزراعية خلال العقود الثلاثة الماضية بسبب التغيرات المناخية، ما يهدد الأمن الغذائي ويزيد من هشاشة الاقتصاد الريفي.
وترتبط أزمة المياه في العراق بعوامل داخلية وخارجية من بينها تراجع الأمطار، السياسات المائية لجيران العراق، لا سيما بناء السدود من قبل إيران وتركيا، إضافة إلى ضعف إدارة الموارد المائية داخل البلاد.
ويحذر مراقبون من أن استمرار الأزمة دون حلول جذرية سيفضي إلى تداعيات خطيرة تشمل الهجرة البيئية وتزايد معدلات الفقر وارتفاع التوترات الاجتماعية والسياسية في بلد يعاني أصلا من أزمات بنيوية متعددة.