ناشط حوثي يتعرض لتهديدات بعد فضحه فساد مسؤول نافذ في إب

كشف الناشط الحوثي إسماعيل الجرموزي عن تلقيه تهديدات مباشرة على خلفية انتقاده ممارسات قيادي نافذ في محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، في ظل تصاعد موجة القمع والتنكيل التي تطال النشطاء والصحفيين في مناطق سيطرة الجماعة.

وقال الجرموزي في تدوينة نشرها على منصة "إكس"، إنه تلقى تهديدات ووعيداً من مجاهد الشاهري، شقيق وكيل أول محافظة إب القيادي الحوثي عبدالحميد الشاهري، وذلك بعد نشره انتقادات لاذعة اتهم فيها الأخير بتزعم عصابة متخصصة في نهب الأراضي بالمحافظة، وخاصة الأراضي العائدة للفئات الأضعف في المجتمع، بما في ذلك النساء.

ويعد هذا الكشف مؤشراً جديداً على حجم الفساد المستشري داخل منظومة الحوثيين، حيث تتورط قيادات نافذة في إب بمخططات سطو واسعة النطاق على الأراضي، وسط تقارير حقوقية تؤكد أن هذه الانتهاكات تحولت إلى ظاهرة ممنهجة، نتج عنها خلال الأشهر والسنوات الماضية عشرات المواجهات الدامية التي أودت بحياة المئات وأدت إلى إصابة آخرين.

وتشهد محافظة إب منذ سنوات حالة انفلات أمني وفوضى، حيث يتعرض المواطنون لاعتداءات متكررة من قبل مسلحين تابعين لقيادات حوثية تستغل نفوذها في السيطرة على الأراضي والممتلكات، في ظل غياب أي منظومة قانونية أو قضائية قادرة على حماية الحقوق.

ويرى مراقبون أن تهديد الجرموزي – رغم كونه ناشطاً من داخل بيئة الحوثيين – يعكس ضيق الجماعة ذرعاً بأي أصوات داخلية تكشف عن ممارساتها الفاسدة، ويؤكد أن سياسة الترهيب لا تقتصر على خصومها أو معارضيها السياسيين، بل تطال حتى الأصوات المنتقدة من داخل محيطها الاجتماعي والسياسي.

ويخشى حقوقيون من أن تتحول هذه التهديدات إلى اعتداءات فعلية، في ظل سجل مليشيا الحوثي الحافل بحملات القمع والاعتقال والاختفاء القسري بحق الصحفيين والناشطين، خصوصاً أولئك الذين يتجرؤون على فضح قضايا الفساد ونهب الأراضي التي تحولت إلى واحدة من أبرز مصادر ثراء القيادات الحوثية.