ثورة الـ 26 من سبتمبر.. كابوس الإمامة وكفاح لا يموت

مطيع.سعيدسعيدالمخلافي

في كل عام، ومع اقتراب ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، ترتعد أوصال المليشيات الحوثية، وتستيقظ فيهم هواجس السقوط والزوال. فهذه الثورة لم تكن مجرد حدث تاريخي، بل كانت زلزالاً سياسياً وثقافياً واقتصادياً اقتلع نظام الإمامة الكهنوتية من جذوره، وأعاد لليمنيين كرامتهم وحقهم في الحياة والحرية. ولهذا، فإن سبتمبر لا يمثل للحوثيين سوى كابوساً متجدداً يوقظ فيهم رعب الزوال، ويجعلهم يعيشون في حالة تأهب واستنفار هستيري.

وفي كل عام، تتكرر ذات المشاهد.. حملات قمع واعتقالات مكثفة تبدأ قبل حلول سبتمبر بأسابيع، وتطال كل من يتنفس روح الثورة، أو يظهر ولاءه للجمهورية، أو يرفع علم اليمن، أو يضع شعار سبتمبر في خلفيته أو في حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي. فالمليشيات تدرك أن سبتمبر ليس مجرد مناسبة، بل هو عنوان لهوية اليمن الجمهوري، وروح تحررية متجددة، تبعث الأمل وتوقد جذوة النضال في قلوب اليمنيين.

يعلم الحوثيون جيداً أن سبتمبر هو العاصفة التي تقتلع جذور الكهنوت، وأنه فجر اليمن الذي يبدد ظلام الإمامة، وصفعة التاريخ على وجه كل من يحاول إعادة عجلة الزمن إلى الوراء. ولهذا يسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى طمس معالم هذه الثورة العظيمة، فقاموا بإلغاء يوم 26 سبتمبر من قائمة الإجازات الوطنية والرسمية، وأزالوا أحداثها من المناهج الدراسية، في محاولة يائسة لطمس ذاكرة الشعب.

لكنهم يجهلون أو يتجاهلون أن سبتمبر ليس تاريخاً يُنسى، ولا مناسبة تُمحى، بل هو في وجدان كل يمني حر، صوت يهتف في الساحات، وشعلة تتقد في الضمائر، وموعد متجدد مع الحرية والانعتاق. فمهما حاولوا، لن يستطيعوا كتم أنفاس الثورة، ولا خنق صوت الشعب، ولا كسر إرادة اليمنيين التي استعصت على كل الطغاة.

إن ممارسات المليشيات الحوثية القمعية تجاه ثورة سبتمبر، من الاعتقالات والتهديدات والترويع، ما هي إلا دليل على ضعفهم وخوفهم من الحقيقة التي يعرفها الجميع.. أن الإمامة، وإن لبست ثوباً جديداً، مصيرها الزوال كما سقطت بالأمس، وأن سبتمبر ليس ذكرى عابرة، بل هو وعد بالتحرير يتجدد في كل عام.

ستبقى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر نبض الجمهورية، وصرخة اليمنيين في وجه الظلم، وكابوساً دائماً يطارد الكهنوت ويهد أركانه.