الطاقة الشمسية الأعلى سعة في أوروبا وأعلى إنتاجية من الفحم في 2025
تشهد منظومة الطاقة في الاتحاد الأوروبي تحولًا واضحًا، حيث أصبحت الطاقة الشمسية أعلى مصدر من حيث القدرة المركبة وفقًا لبيانات Eurelectric وEurostat وEmber لعام 2024. ويعود تفوقها في القدرة إلى انخفاض تكلفة الإنشاء وسرعة تركيب الأنظمة الشمسية مقارنة بالمصادر التقليدية مثل النووي والغاز والفحم، إضافة إلى السياسات الأوروبية التي تدعم إزالة الكربون وخفض الانبعاثات.
ورغم هذا التفوق في السعة المركبة، فإن الطاقة الشمسية ليست حتى الآن في المرتبة الأولى من حيث الإنتاج الفعلي للكهرباء خلال العام. لفهم ذلك، من الضروري التمييز بين السعة المركبة والإنتاج السنوي. فالسعة المركبة تمثل القدرة القصوى النظرية للمصدر، بينما يعتمد الإنتاج الفعلي على عامل التشغيل أو معامل السعة (Capacity Factor). معامل السعة للطاقة الشمسية في أوروبا منخفض نسبيًا، ويتراوح عادةً بين 10% و20% بسبب اختلاف ساعات الإشعاع الشمسي وتأثير العوامل الموسمية. في المقابل، تمتلك مصادر مثل الطاقة النووية معامل سعة مرتفعًا قد يصل إلى 80–90%، بينما تعمل طاقة الرياح البحرية بمعامل يتراوح بين 40–55% والبرية بين 25–35%.
هذا الفارق يفسّر لماذا لا تكون الطاقة الشمسية الأعلى في الإنتاج رغم أنها الأعلى في السعة. إلا أن تزايد مساهمة الطاقة الشمسية أصبح ملحوظًا إلى درجة أن عام 2024 شهد لأول مرة تجاوز الكهرباء المنتجة من الشمس للكهرباء المنتجة من الفحم في أوروبا، وهو تطور يُعد خطوة مهمة في مسار التخلص من الوقود الأحفوري وتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
وتشير الاتجاهات طويلة المدى إلى أن الفجوة بين السعة والإنتاج قد تتقلص مستقبلًا مع تحسن تقنيات التخزين الكهربائي وتوسّع الربط الكهربائي العابر للدول الأوروبية. هذه التطورات قد تمكّن الطاقة الشمسية من التحول تدريجيًا من مصدر مساعد يعتمد على الظروف المناخية إلى مصدر قادر على توفير حمل أساسي (Baseload)، خصوصًا إذا تم دمجها مع البطاريات، وأنظمة التحكم في الأحمال، ومحطات الهيدروجين الأخضر، وتقنيات إدارة الشبكات الذكية.
بناءً على ذلك، يمكن القول إن الطاقة الشمسية ليست فقط الأسرع نموًا من حيث القدرة، بل إنها أصبحت الآن عنصرًا فعّالًا في مزيج الكهرباء الأوروبي، ومع التطور التقني والتنظيمي المستمر قد تصبح خلال العقود القادمة أحد أهم مصادر الكهرباء المستقرة في أوروبا، وليس مجرد مصدر إنتاج متقطع كما تُصنّف اليوم.