فشل واسع لحملات الحشد الحوثية في مديريات إب وسط تصاعد الرفض الشعبي
شهدت معظم مديريات محافظة إب، خلال الأسابيع الأخيرة، تراجعاً واضحاً في استجابة السكان لحملات الحشد والتعبئة التي تنفذها ميليشيا الحوثي، في مؤشر لافت على اتساع حالة الرفض الشعبي وتراجع فاعلية أدوات التعبئة التي تعتمدها الميليشيا منذ سنوات.
ووفقاً لمصادر محلية متعددة، فإن محاولات المشرفين الحوثيين إقامة فعاليات التعبئة ورفع قوائم التجنيد قوبلت بعزوف واسع، خصوصاً في مديريات العدين، حزم العدين، المخادر، ريف إب، والسبرة، حيث فشلت الفعاليات في استقطاب الحضور، واضطرت الميليشيا الحوثية في بعض المناطق إلى إلغاء أنشطة كانت تُجهَّز منذ أيام بسبب غياب المشاركين.
وأكدت المصادر أن حملات النزول الميداني التي قادها مشرفون من صنعاء اصطدمت بممانعة مجتمعية غير مسبوقة، وسط تذمر الأهالي من المطالبات المستمرة بالدفع بالمزيد من الشباب إلى جبهات القتال، في وقت تعيش فيه المحافظة وضعاً اقتصادياً صعباً، وتفاقماً في معاناة الأسر التي فقدت أبناءها في الحرب خلال الأعوام الماضية.
وبحسب عاملين في القطاع التعليمي والتربوي، فقد امتدت موجة الرفض إلى المدارس، حيث فشلت محاولات إقامة فعاليات التعبئة الدينية والفكرية المعتادة، بعد أن رفض أولياء أمور السماح بإخضاع أبنائهم لأي نشاط يهدف إلى استقطابهم أو دفعهم نحو التجنيد.
وتشير المعلومات إلى أن ضعف الاستجابة دفع المشرفين المحليين إلى رفع تقارير تتهم بعض القيادات بـ"التقصير"، بينما حمّل آخرون الأهالي مسؤولية ما وصفوها بـ"التأثيرات الخارجية"، في اعتراف ضمني بأن أدوات الضغط والترهيب المعتادة لم تعد فعّالة كما كانت.
ويعد هذا الفشل المتكرر في أهم معاقل الحشد التي لطالما راهنت عليها مليشيا الحوثي دلالة على تحولات اجتماعية متزايدة في المحافظة، مع تصاعد حالة الاستياء العام تجاه ممارسات الحوثيين، سواء في الجوانب الأمنية أو الاقتصادية أو التعليمية.
ويرى مراقبون أن هذا التراجع يمثل منعطفاً لافتاً في محافظة كانت تُعدّ لعقود منطقة هادئة نسبياً، لكنه يُظهر وصول المواطنين إلى مرحلة من الرفض العلني لسياسات التعبئة القسرية، رغم القبضة الأمنية التي تفرضها مليشيات الحوثي.
ومن المتوقع أن تتجه ميليشيا الحوثي لتكثيف ضغوطها خلال الأسابيع المقبلة لتعويض الفشل في بعض المديريات، وسط مخاوف من فرض إجراءات قسرية جديدة لتعويض حالة العزوف الشعبي المتنامي.