آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بإسقاط حكومة نتنياهو
شهدت مدينة تل أبيب، مساء السبت، مظاهرات حاشدة احتجاجاً على سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط اتهامات مباشرة للحكومة بتغذية العنصرية، وتصاعد التحريض، والإخفاق في إدارة الأزمات الداخلية والخارجية.
ورفع آلاف المتظاهرين شعارات تطالب برحيل نتنياهو، وإقصاء وزراء في الائتلاف الحاكم، على رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، متهمين الحكومة بالسعي إلى تقويض استقلال القضاء وتكميم الإعلام، والتدخل السياسي المباشر في عمل مؤسسات إنفاذ القانون.
وأكد مشاركون في الاحتجاجات تسجيل اعتداءات متكررة على المواطنين العرب داخل إسرائيل، مشيرين إلى حادثة اعتداء على امرأة حامل في مدينة يافا، إضافة إلى ما وصفوه بـ"التنكيل شبه اليومي" بسائقين عرب، فقط بسبب انتمائهم العرقي، في ظل غياب الإدانة الرسمية واستمرار جرائم القتل بحق المواطنين العرب دون محاسبة.
واتهم المحتجون الحكومة بمنح "شرعية كاملة لخطاب الكراهية والعنصرية"، وتحميلها المسؤولية المباشرة عن تصاعد الاعتداءات، معتبرين أن القيادة السياسية تسهم في خلق مناخ عام يسمح بتفشي العنف والتحريض في الشارع الإسرائيلي.
وتوقف ناشطون مشاركون في التظاهرات عند حادثة مقتل شابة عربية تبلغ من العمر 20 عاماً، قُتلت رمياً بالرصاص قرب متجر في مدينة كفار جات، مؤكدين أن الواقعة تكشف حجم الخوف وانعدام الأمان الذي بات يعيشه المواطنون، بغض النظر عن انتماءاتهم، في ظل ما وصفوه بتآكل منظومة الحماية القانونية.
ووجه المحتجون انتقادات حادة للحكومة على خلفية الحرب المستمرة، متهمينها بالتخلي عن المدنيين والجنود والمحتجزين في قطاع غزة، ومشيرين إلى مقتل أكثر من ألفي مدني وجندي منذ اندلاع الحرب، التي قالوا إنها "امتدت لأسباب سياسية داخلية لا أكثر".
وانتقدت التظاهرات بشدة تدخل وزارة الأمن القومي في عمل الشرطة، والهجوم المتواصل على المحكمة العليا، ووصفت ذلك بأنه "انتهاك صارخ لسيادة القانون"، مطالبة بإقالة بن غفير فوراً، ورفض أي ترتيبات أو عفو رئاسي قد يُمنح لنتنياهو، ومؤكدة استمرار الاحتجاجات حتى تحقيق تغيير سياسي شامل.