قضاة اليمن جواسيس لإسرائيل وعملاء للاستخبارات الأمريكية!

عنوان المقال غريب بكل تأكيد، لكن هذا الزمان اصبح فيه كل شيء غريب ويخالف الفطرة الانسانية امر طبيعي، هذا العنوان الذي ترونه غريبا هو آخر سخافة وآخر نكتة نزلت سوق التافهين في السوشل ميديا.

هذا العنوان كان محور حديث في مقطع فيديو لأحد الإمعات في زماننا وهو المدعو مصطفى المومري والذي قال فيه ان القضاة في اليمن هم عملاء لأمريكا واسرائيل !!

هذا المغفل الذي توجد بحقه احكام جنائية تجعله صاحب سوابق جنائية ولولا تدخل الدولة لكان يقبع في الحبس ويرتدي البدلة الزرقاء الى اليوم.

هذا الذي كان انسانا لا قيمة له ولا احد يعرفه حتى ظهر في مقاطع فيديو يتحدث فيها عن دبره باللهجة العامية واشتهر من وقت حديثه عن دبره (مؤخرته).

وبسبب حديثه عن دبره نال اعجابا من اشباهه وهم كثر

هذا الذي يتبجح على القضاء وهو لا يفهم ابسط ابجديات التداعي امام القضاء ولا يفرق بين الدعوى والدعوة!

لم يفعل اي مقطع تحدث فيه عن معاناة القضاة

لم يتحدث قط عن رواتب القضاة

لم يتحدث قط عن مستحقات القضاة

لم يتحدث قط عن عدد قضاة اليمن مقارنة بعدد القضايا المعروضة عليهم ولم يفعل مقطعا قط يسأل فيه لماذا المحاكم عبارة عن بيوت وشقق ولا توجد مقرات حكومية للمحاكم لانه اصلا لم يدخل اي محكمة قط الا مرة واحدة دخل المحكمة الجزائية المتخصصة وهو يرتدي البدلة الزرقاء الخاصة بالمجرمين.

لا يعرف قط ان عدد قضاة اليمن اقل من العدد المطلوب عشر مرات وان القاضي الواحد في اليمن ينظر ما ينظره من خمسة الى عشرة قضاة في اي دولة متحضرة.

القاضي في الدول المتحضرة لا ينظر اكثر من مائة قضية في السنة وفي اليمن القاضي ينظر خمسمائة قضية في السنة وبعضهم ثمانمائة قضية في السنة.

هذا الجاهل الذي يجيد السب والبذاءة بمقاطع بالصوت والصورة وبكل اللغات باللغة العربية يسب باللغة الانجليزية

يسب باللغة الفرنسية يسب الناس بالفصحى وبالعامية

يجيد فنون الكذب والتحريض والتشويه لكنه لا يجيد اجراء عملية حسابية بسيطة ليعرف ان عدد القضاة في اليمن يجعل نسبة القضاة بالنسبة لعدد السكان في اليمن تساوي اثنين قضاة لكل مائة الف نسمة بينما في الجزائر وهي دولة عربية يوجد فيها ثلاثة عشر قاضي لكل مائة الف نسمة.

هذا السفيه المعتوه الذي صدق نفسه بأنه حكيما اصبح يقدم نصائح للحكومة وللدولة بالتحري حول القضاة والتحقيق معهم والتجسس عليهم كونه يوجد بينهم عملاء للاستخبارات الامريكية وجواسيس لاسرائيل لأنهم يؤخرون الفصل في القضايا وهذا يعني ان القضاة يريدون ان يجعلوا الناس تتمرد وتثور على الدولة.

من حقه ان يقدم النصائح للدولة والحكومة كرد للجميل كون الدولة هي من عطلت تنفيذ الحكم القضائي الصادر بحق هذا الشخص.

هذا الشخص الذي يعاني من عقدة نقص ولم يعرفه احد الا بعد ظهور ابداعاته بالسب والقذف والبذاءة بكل اللغات حتى وصل صوته حين قال ( fuck you tramp) الى داخل البيت الأبيض ما ادى الى تحرير بيت المقدس بجملته هذه وانهارت بسببها الحكومة الامريكية اصبح من شعوره بالعظمة انه يرى الناس عملاء لاسرائيل وامريكا واصبح يقيم الناس هذا عميل وهذا وطني.

وهذا بكل تأكيد امر طبيعي لانه لا توجد في البلد حكومة تحترم نفسها وتحترم الناس وتحترم الشعب بل توجد حكومة يؤثر في قراراتها شلة من المهرجين اصحاب السوشل ميديا من امثال المومري وهؤلاء هم من يؤثرون في سياسة الدولة والحكومة واصبح مثل هؤلاء المهرجين هم من يمتلك اثارة الشارع واخماده بمقطع فيديو من بضعة دقائق اكثر من الحكومة نفسها

اخيرا اوجه نصيحة للسادة القضاة:

كل واحد يجهز بطانيته عند الباب وينتظر الباص المعكس يجي له ويشله الى الحبس مادام المومري قال انكم عملاء للاستخبارات الامريكية وجواسيس لاسرائيل، فعلى كل واحد ان يجهز بطانيته وعلى كل حال العيش في السجن افضل من العيش في ظل حكومة تهريج تحترم المهرجين اكثر من المفكرين ورجال الدين !

دمتم برعاية الله..

* القاضي مازن امين القاضي رئيس محكمة حراز الابتدائية - صنعاء

نقلاً عن قناته بـ "التليجرام"