سؤال للإخوة في المجلس الانتقالي

بعيدا عن المثالية، ماذا تتوقعون من الشمالي الذي يشعر اليوم أنكم غدرتم به، حين تنفذون خطوات تعلمون مسبقا أنها تعزز قوة الحوثيين، وتطيل معاناة الشماليين عموما عبر إبقاء هذه العصابة مسيطرة؟
بعيدا عن الشعارات والخطابات التي تتحدث عن مواجهة الحوثيين.. فهذ مجرد كلام والواقع شيء آخر.
لو شعر الحوثي أن ما تقومون به يشكل خطرا حقيقيا عليه، لما سكت، ولما بقي متفرجا على ما يحدث. لكن الحوثيين يدركون جيدا أن ما يجري من انقسام في صف الشرعية يخدمهم هم وحدهم وسيجنون ثماره في نهاية المطاف..!
وبناء على ذلك.. ماذا تتوقعون من الشمالي؟!
هل تعتقدون أنه سيفكر بمثالية ويدعم الانتقالي، وهو يشاهد تلك الاجراءات التي تصب عمليا في مصلحة الحوثيين؟
اسألوا أنفسكم فقط.. وتجاهلوا حقيقة أن من يطرح هذا السؤال شخص شمالي:
ماذا يجب أن تتوقعوا من الشمالي الرافض للحوثي اليوم وهو يشاهد ما يحدث؟ خاصة وهذه الاجراءات تمت في وضع غير طبيعي.. ملايين الناس مهجرين بسبب الحوثيين وليسوا في منازلهم.. 
النتيجة المتوقعة -بعيدا عن المثالية- أن ما تقومون به سيدفع بعض الناس إلى الارتماء في أحضان الحوثي متجاهلا القيم والمبادئ وكنتيجة طبيعية لشعوره بالغدر، على أمل العودة إلى الجنوب لاحقا..
البعض الآخر سيدعم استقلال حضرموت والمهرة لأنها ترفع الشعارات نفسها التي رفعتوها كمبرر للتقسيم.. وفريقا ثالثا سيلجأ للصمت والترقب والانكفاء.

الحقيقة الواضحة أن ما يحدث اليوم يخدم الحوثيين فقط..
وهناك من يدرك ذلك جيدا، ويدفع الانتقالي دفعا نحو هذه الخطوات.
في يناير 2013 كتبت مقالا بعنوان "يجب أن يتصالح المتخاصمون في صنعاء".. قلت فيه بأن الكيانات السياسية في صنعاء يجب أن تتجاهل أحقادها وتتصالح، وإلا فان بقاء الخصام سيمهد للحوثيين السيطرة على صنعاء.

واليوم أقول لكم صادقا: 
الحوثي لن يترك الجنوب.. أنتم فقط تمنحونه المبرر.
حينها ستواجهونه وقد خسرتم رفاقكم قبل أن تخسروا المعركة.

 

صفحة الكاتب على الفيس بوك