دفاعات الصين في مواجهة F-35.. بكين تجري محاكاة لهجوم محتمل
أجرى باحثون تابعون للجيش الصيني محاكاة لعمليات تقوم بها الدفاعات الجوية في البلاد للدفاع عن مدينة شنغهاي الواقعة في جنوب شرق البلاد، والتي تعد مركزاً اقتصادياً رئيسياً، من هجوم محتمل تشنه مقاتلات الجيل الخامس من طراز F-35 الأميركية الصنع، والتي تنطلق من اليابان.
ووجدت 10 جولات من عمليات المحاكاة التي يتم إنشاؤها عادة بواسطة الكمبيوتر، أن المقاتلات يمكن اكتشافها على بعد 180 كيلومتراً بواسطة الرادارات الأرضية، قبل وقت طويل من وصول الطائرة إلى المدى المناسب لإطلاق القنابل الموجهة بدقة، والتي يبلغ مداها أقل من 30 كيلومتراً، وفق مجلة Military Watch.
ومع ذلك، مع ضبط طائرات F-35 لتكون قادرة على نشر مجموعة من الصواريخ المجنّحة التي يبلغ مداها مئات الكيلومترات، فإن هذا من شأنه، أن يسمح للمقاتلات الشبحية بمهاجمة شنغهاي مع البقاء خارج نطاق اكتشاف الرادارات الأرضية الصينية.
ويتفاقم هذا التهديد بسبب أن بعض الصواريخ المجنحة التي ستنشرها مقاتلات F-35 ستكون قادرة على الإفلات من الرادار.
وسلطت الدراسة الضوء على بعض التحديات التي قد تشكلها مكافحة المقاتلات الشبحية حتى بالنسبة لبعض أفضل قوات الدفاع الجوي تجهيزاً في العالم.
فالبرغم من إمكانية اكتشاف طائرات F-35، فإن قدرتها على الجمع بين قدرات التخفي المتقدمة، والقدرة على توجيه صواريخ كروز بعيدة المدى، تجعل من الصعب الدفاع ضدها.
وعلى النقيض من طائرة F-35، يمكن اكتشاف المقاتلات غير الشبحية بواسطة أنظمة أرضية على مسافات تتراوح بين 450 و600 كيلومتر.
وتكتسب الدراسة الصينية أهمية خاصة في ظل إبرام الولايات المتحدة والدول الأوروبية المتحالفة معها اتفاقيات تقاسم نووي مع واشنطن، لنشر أعداد متزايدة من طائرات F-35 في اليابان، وأماكن أخرى ضمن مدى البر الرئيسي للصين.
وتعتبر القدرة على اكتشاف طائرات F-35 على مدى 180 كيلومتراً باستخدام الدفاعات الجوية الأرضية، ومنعها من الاقتراب من مدى استخدام قنابل الجاذبية، أمر مهم لعدد من الأسباب، أبرزها أن أحد أعظم التهديدات التي يمكن أن تشكلها الطائرات على المدن الكبرى هو نشر الرؤوس الحربية النووية التكتيكية من طراز B-61، والتي تسمح لمقاتلة واحدة بالتسبب في مصرع مئات الآلاف من المدنيين بطلعة واحدة، ولكنها تتطلب من طائرات إف-35 أن تحلق على مسافة تقل كثيرا عن 35 كيلومترا من الهدف.
خيارات المواجهة
ويحتفظ الجيش الصيني بشكل ملحوظ بعدد من الخيارات لمواجهة الهجمات المحتملة من طائرات F-35 بخلاف الاعتماد على الدفاعات الجوية الأرضية، من بينها نشر مقاتلات الجيل الخامس J-20 وأنظمة الإنذار المبكر بالرادار الطائر KJ-500 للدوريات طويلة المدى، ما يسمح باكتشاف طائرات F-35 والاشتباك معها في وقت مبكر.
وتجعل قدرات التخفي في الطائرة J-20 منها طائرة مثالية لإطلاق هجمات صاروخية مفاجئة مماثلة على أهداف أميركية وحلفائها في المنطقة، وبالتالي توفير ردع لمثل هذه الهجمات.
وتتمثل إحدى المزايا الرئيسية لصالح الصين في حالة الاشتباك مع القوات الأمريكية والقوات المتحالفة في ترسانتها الأكبر بكثير من الصواريخ المتقدمة أرض-أرض، مثل صواريخ DF-17 الباليستية الأسرع من الصوت، والتي تسمح بمواجهة ضربات F-35 بشكل فعال بضربات متناسبة على أهداف ذات قيمة مماثلة، أو على القواعد التي تستضيف المقاتلات الشبحية.