مظاهرات حاشدة تتحول إلى صدامات عنيفة أمام القصر الرئاسي في تبليسي
شهدت العاصمة الجورجية تبليسي، السبت، توتراً غير مسبوق، بعدما تحولت تظاهرة حاشدة دعت إليها قوى المعارضة إلى مواجهات مباشرة مع قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لمنع محتجين من اقتحام القصر الرئاسي.
وبحسب مراسلي وكالات أنباء دولية، احتشد عشرات الآلاف في ساحة الحرية ملوحين بأعلام جورجيا والاتحاد الأوروبي، تلبية لدعوة المعارضة للمشاركة في ما وصفته بـ"التجمع الوطني لإنقاذ الديمقراطية"، تزامناً مع إجراء الانتخابات المحلية في البلاد.
وسار المتظاهرون باتجاه القصر الرئاسي، فيما عمد بعضهم إلى إقامة حواجز وإشعال النيران، الأمر الذي دفع الشرطة إلى التدخل بعنف لتفريق الحشود. وأعلنت وزارة الداخلية أن التظاهرة "تجاوزت الحدود التي نص عليها القانون"، مؤكدة أنها لن تسمح بمحاولات "إحداث الفوضى".
وقبيل انطلاق التظاهرة، كانت السلطات قد توعدت برد صارم على أي محاولة لـ"إشعال ثورة" جديدة في البلاد، التي تعيش منذ أكثر من عام أجواء سياسية متوترة على خلفية انتخابات برلمانية مثيرة للجدل دفعت الاتحاد الأوروبي إلى تجميد مسار انضمام جورجيا.
وفي موازاة ذلك، أعلن حزب "الحلم الجورجي" الحاكم، عبر منشور على فيسبوك عقب إغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش، أنه حقق "فوزاً شاملاً في جميع البلديات من دون استثناء"، في أول اختبار انتخابي يخوضه منذ اندلاع الأزمة السياسية الأخيرة.
وتعمّق هذه التطورات، الانقسام الداخلي وتزيد الضغوط الأوروبية والدولية على السلطات الجورجية، خصوصاً مع تصاعد المخاوف من انزلاق البلاد إلى دوامة جديدة من الاضطرابات.