"الطواف على الثمار".. الحوثيون يعيدون إحياء نظام الجبايات الإمامي في مناطق سيطرتهم
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تعميمًا صادرًا عن فرع ما تسمى بـ"الهيئة العامة للزكاة" التابعة لمليشيا الحوثي في مديرية حيفان بمحافظة تعز، يقضي بمنع المزارعين من جني محاصيلهم الزراعية قبل إشعار رسمي من الهيئة، في خطوة تعيد إلى الأذهان أساليب النظام الإمامي في جباية ما يُعرف بـ"الطواف" على ثمار المزارعين قبل حصادها.
ووفقًا للتعميم المؤرخ في 12 ربيع الآخر 1447ه، الموافق 4 أكتوبر 2025م، وجهت الهيئة من سمّتهم "العدول" بمنع أي عمليات حصاد أو إخراج للمواشي من المزارع حتى يتم تحديد الموعد من قبل فرع الهيئة، مع إلزامهم بالإبلاغ عن أي مخالفين وتحميلهم المسؤولية الكاملة في حال عدم التبليغ.
كما نص التعميم على إحالة كل من يخالف التعليمات إلى "الجهات المختصة" لاتخاذ ما وصفها بالإجراءات القانونية، في إشارة إلى استخدام الأجهزة الأمنية الخاضعة للحوثيين كأداة لفرض الجبايات بالقوة تحت غطاء "الزكاة".
ويرى مراقبون أن هذا الإجراء يعكس محاولة المليشيا إعادة إحياء الطقوس الجبائية التي كان يمارسها النظام الإمامي قبل ثورة 26 سبتمبر 1962، حين كان جباة الأئمة يطوفون على المزارعين لاقتطاع جزء من محاصيلهم قبل نضوجها، ما يمثل شكلاً من أشكال الاستغلال الاقتصادي القسري بحق الفلاحين.
ويحذر الخبراء من أن مثل هذه الممارسات قد تؤدي إلى إضعاف الإنتاج الزراعي وتعمّق حالة السخط الشعبي في المناطق الريفية، التي تعاني أصلًا من ضغوط اقتصادية بسبب الجبايات المتعددة التي تفرضها المليشيا تحت مسميات مختلفة.