تحليل: تجاهل واشنطن لعبدالملك الحوثي ينسف جدية تصنيف الجماعة إرهابية وإعادة إدراجه قائمة (SDGT) ضرورة ملحّة
بينما يستمر الجدل في واشنطن حول إعادة تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية"، يظل زعيمها عبدالملك الحوثي بمنأى عن الملاحقة المباشرة، رغم سجله الحافل بالهجمات التي تهدد الأمن الإقليمي والملاحة الدولية.
الباحثة والمحللة بريدجيت تومي، رأت في تحليل نشرته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية (FDD)، أن عبدالملك الحوثي "سقط من بين الشقوق". في إشارة إلى التناقض الأمريكي في التعامل مع زعيم الجماعة التي قادت حرباً مدمّرة في اليمن منذ نحو عقد.
واستعرضت تومي سلسلة الهجمات التي تبنتها مليشيا الحوثي منذ هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرة إلى أنها نفذت أكثر من 1800 هجوم استهدفت إسرائيل، والسفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، إضافة إلى القوات الأمريكية وحلفائها.
وتابعت: أن الحوثيين تحت قيادة عبدالملك الحوثي قتلوا 8 بحارة على الأقل، واحتجزوا أكثر من 30 رهينة من سفينتي "غالاكسي ليدر" (2024) و"إتيرنيتي سي" (2025)، في أعمال وصفتها بأنها "قرصنة وإرهاب بحري صريح".
وأضافت الكاتبة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سبق أن وصف الحوثيين بأنهم "يشنّون حملة متواصلة من القرصنة والعنف ضد السفن والطائرات الأمريكية"، مؤكداً أن سياسات واشنطن المترددة ساهمت في تعزيز نفوذ الجماعة.
ورغم أن وزارة الخزانة الأمريكية كانت قد أدرجت عبدالملك الحوثي عام 2021 على قائمة الإرهابيين العالميين المصنَّفين بشكل خاص (SDGT)، فإن إدارة بايدن رفعت اسمه بعد أشهر عندما ألغت تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، بدعوى تسهيل العمل الإنساني في مناطق سيطرتهم.
لكنّ تومي اعتبرت أن هذا القرار كان "تنازلاً مكلفاً"، إذ أعاد الحوثيون تصعيدهم البحري بشكل غير مسبوق، ما أجبر واشنطن لاحقاً، في عام 2024، على إعادة إدراج الجماعة في قائمة المنظمات الإرهابية العالمية المحددة دون إعادة تصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية.
وفي حين أعاد ترامب، بعد عودته إلى البيت الأبيض، تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، فإن اسم عبدالملك الحوثي نفسه ما زال خارج قائمة الإرهابيين العالميين، في مفارقة تعكس قصور السياسات الأمريكية تجاه قادة الجماعة.
وترى الباحثة أن إعادة إدراج عبدالملك الحوثي على قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص (SDGT) باتت ضرورة ملحّة، لأنها تتيح للولايات المتحدة وأجهزتها الاستخباراتية ملاحقته، وتشجع الحلفاء على اتخاذ خطوات مماثلة.
كما أن تصنيفه، وفقاً للباحثة تومي، سيُوجّه رسالة واضحة بأن واشنطن لن تكتفي باستهداف التنظيم ككيان، بل ستطاول قياداته العليا المسؤولة عن الإرهاب والعنف في اليمن والمنطقة.
واختتمت تومي بالقول، إن تجاهل زعيم الجماعة الحوثية "يُضعف فعالية العقوبات الأمريكية ويقوّض الجهود الدولية الرامية إلى كبح إرهاب الحوثيين"، داعيةً الإدارة الأمريكية إلى استخدام "كل الأدوات القانونية والسياسية لعزل الجماعة وقيادتها، ووضع حدّ لتهديداتهم المستمرة للأمن العالمي".