المقرمي…عقل الفيلسوف وقلب العارف
كلما دخلت الفيسبوك طالعتني صورته…
هذا يبث له مقطع فيديو، وذاك يخبر عنه بقصة، وآخر يروي له حكمة سائرة، ورابع وخامس ومئات كتبوا عنه بانبهار كبير.
الكل من مختلف المشارب والتوجهات يبكونه ويرثونه أحر رثاء.
محمد المقرمي رجل خُلق من طينة الصالحين الأولين، وجبلة العارفين بالله رب العالمين.
لم ألتق به من قبل، ولولا أنه علمنا أن "نُسلّم" لقلت إن عدم لقائي به كان من سوء حظي، ولكنها أقدار الله التي جمعتني به في فضاء التواصل البعيد.
هذا الرجل هو تجسيد حقيقي لفلسفة البساطة، وعمق التلقائية.
بسيط في مظهره، بسيط في لغته، بسيط في قربه من الناس، بسيط في عرضه للأفكار العميقه التي ناقشها كبار الفلاسفة والمفكرين والزهاد المسلمين.
كلامه يدخل العقل والقلب معاً، ونظراته تبعث على السكينة، ووجهه يذكرك بالله.
لا شك أنه مرّ بتجارب أنضجته روحياً، حتى وصل مقامات أهلته لهذه المكانة التي بلغها، بعد أن دخل في عزلة عن الناس، لينقطع بها إلى القرآن، دراسة وتدبراً، سالكاً مدارج السالكين، إلى المقام الذي خرج بعده للناس مفكراً كبيراً، ورائداً روحياً، ومدرباً في بناء القدرات، وفيلسوفاً عميق الرؤى، وخبيراً نفسياً، ومصلحاً ومجدداً بوسائط في غاية البساطة واليسر والسهولة.
أهل الله هم الذين إذا رأيتهم ذكرت الله.
رحمه الله رحمة واسعة.