غياب لقاحات داء الكلب يهدد حياة الأطفال في تعز وإب وذمار وسط مناشدات عاجلة
يواجه مواطنون في عدة محافظات يمنية منها تعز وإب وذمار خطراً صحياً متصاعداً، في ظل الانعدام شبه الكامل للقاحات والأمصال المضادة لداء الكلب في المستشفيات والمرافق الصحية الحكومية، ما يعرّض حياة الأطفال والمدنيين لمخاطر قاتلة، وسط مناشدات عاجلة للجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري.
ففي مديرية حيفان بمحافظة تعز، تعرّض الطفل نبؤي عبدالهادي قاسم شاهر، 7 أعوام، من قرية دومان في منطقة الأعبوس، لعضة كلب ضال، الخميس، في حادثة أعادت تسليط الضوء على أزمة نقص اللقاحات المنقذة للحياة.
وأكدت مصادر محلية، أن المرافق الصحية في الأعبوس وحيفان، مروراً بمستشفيات الراهدة، وصولاً إلى منطقة الحوبان، تفتقر تماماً للقاحات وأدوية داء الكلب، ما اضطر أسرة الطفل للبحث عن العلاج خارج المديرية، في ظل سباق مع الزمن لتفادي الإصابة بالمرض القاتل.
وأوضحت المصادر أن اللقاح، إن وُجد، يتوفر فقط في بعض الصيدليات الخاصة وبأسعار باهظة، حيث يصل سعر الجرعة الواحدة إلى نحو 20 ألف ريال يمني، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم الأسر، لا سيما في المناطق الريفية التي تعاني أوضاعاً معيشية صعبة.
وفي محافظة ذمار، تكررت حوادث الاعتداء من قبل الكلاب الضالة، حيث أفاد مواطنون في مدينة معبر بتعرض طفلة للافتراس، قبل ايام، من كلاب ضالة في حارة الخير، ما أدى إلى تشوهات في وجهها ويديها، وتم إسعافها إلى مدينة ذمار مركز المحافظة نتيجة عدم توفر لقاح داء الكلب في مرافق المدينة.
وبحسب الأهالي، فإن هذه الحادثة ليست الأولى، إذ سبق أن لقي الطفل محمد سليم الكوماني مصرعه جراء هجوم كلاب ضالة، كما تعرضت امرأة للاعتداء في خط الخربة، في ظل ما وصفوه بفشل الحملات السابقة لمكافحة الكلاب الضالة، التي لم تُحدث أثراً ملموساً على أرض الواقع.
وفي حادثة أخرى أثارت موجة غضب واسعة، أكدت مصادر طبية في محافظة إب، الثلاثاء، أن طفلة تعرضت لعضة كلب، وتم إسعافها إلى مستشفى ناصر بمدينة إب مركز المحافظة، إلا أن أسرتها فوجئت بعدم توفر العلاج المجاني الخاص بداء الكلب، ما دفع والدتها للبكاء داخل المستشفى لعجزها عن توفير تكلفة العلاج، في ظل ظروف اجتماعية صعبة.
وناشد مواطنون الجهات المعنية ومكاتب الصحة في تعز وإب وذمار بسرعة توفير لقاحات وأمصال داء الكلب في المستشفيات الحكومية، وتفعيل برامج مكافحة الكلاب الضالة بآليات مستدامة، بعيداً عن المعالجات المؤقتة.
كما دعوا المنظمات الإنسانية والجهات الداعمة للقطاع الصحي إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأطفال والمدنيين، مؤكدين أن داء الكلب مرض قاتل يمكن الوقاية منه بالكامل إذا توفرت اللقاحات في الوقت المناسب.
ويحذر مختصون صحيون من أن أي تأخير في تلقي اللقاح بعد التعرض للعض يشكل خطراً مباشراً على الحياة، في ظل غياب الوعي المجتمعي ونقص الإمكانات الطبية، ما يجعل الأزمة الصحية الحالية قنبلة موقوتة تهدد المجتمعات المحلية في أكثر من محافظة.