وفد حوثي في لبنان لممارسة هواية الانحناء وتقبيل الأيادي والأقدام

وأنت تشاهد وفد ميليشيا الحوثي الإرهابية في الضاحية الجنوبية في لبنان تشعر لوهلة بحجم انعدام ماء الوجه الذي سُلب من وجوههم، اللبنانيين أنفسهم استنكروا ماقام به وفد الحوثي من إذلال للنفس وامتهان للكرامة، وفي فيديو نشر لناشطة لبنانية عبرت فيه عن استيائها مما قام به وفد الحوثي في لبنان، ورأت بأن ما قام به الوفد دخيل على ثقافة المجتمع المدني اللبناني وبأن اللبنانيين لم يُقبلوا يد سيد أو أي مرجعية شيعية لأنهم يرون في هذا السلوك أمر مخزي وعار على الإنسانية، الأمر الذي جعلنا نتساءل ما سبب زيارة وفد الحوثي للبنان؟ هل كان السبب لإظهار هذا الكم الهائل من العبودية والخنوع الذي أصبح حديث كل الناس؟ أم أن الهدف كان إظهار حقيقة التبعية التي لم نتصور للحظة بأنها ستكون بهذا الشكل الفاضح والمقزز.

لعل المشاهد التي رأيناها في لبنان هي التي ستُخلد في ذاكرة اللبنانيين قبل اليمنيين الرافضين للعبودية والذل، ولا أجد هنا أي مبرر لوفد الساقط عبدالملك الحوثي الذي بدأ وكأنه متعطش لتقبيل الأقدام قبل الأيادي، أمر مخزي ماحدث خاصة وأننا شاهدنا ردود فعل غاضبة حول ماقام به القيادي الحوثي حمود شرف وهو يتودد لأحد قيادات حزب الله طالباً منه تقبيل يداه، ليرفض الأخير ذلك وهو مشمئز منه واضعاً يداه خلف ظهره، وكأنه يرفض تدنيس يداه من قبل هذا الوضيع الذي أهان نفسه وسيده وأصر على أن يكون تحت أحذية الحاضرين.

وما لا يعلمه هذا الإنسان الضعيف المهزوم أنه بمجرد قبوله المبدئي بالانحناء قد نزع عن نفسه صفة الإنسانية وحتى صفة الحيوانية، بل وجرد كيانهِ الممزق من نعمة الآدمية التي اصطفى بها الله سبحانه وتعالى الإنسان عن باقي المخلوقات، ونزل إلى منزلة لا تقبلها الطبيعة البشرية السليمة، فالكرامة هي الصفة الأسمى التى خلقنا الله عليها، لكن الحوثييون يرون كرامتهم عند أقدام سادتهم نتيجة لحالة الانحطاط المتراكم الذي نشأوا عليه وكذا تردي طبيعة الآدمية لديهم التي تحولت إلى عبادة مطلقة للسيد والمعمم.

إنه لأمر مخزي وجود أناس في هذا الكوكب كالحوثيين، ممن يعتقدون بأن الحرية والكرامة التي وضعت في عقولهم يجب أن تُمرغ عند أقدام سادتهم، ولهذا فهم يرون الأفكار الحرة مغلوطة ومرفوضة لأنها توجد خارج النظام الفكري الذي يدور فيه الأفكار الجاهزة كا التي يتلقونها ويتبنونها كمهنج أساسي غير قابل للنقاش.

إن العبودية والتبعية التي ظهرت عليها قيادات الحوثي في لبنان هي التي يكون بها الإنسان مملوكاً لغيره فكرياً بمعنى أن حرية التفكير سُلبت منهم، وهذه العبودية بالذات سقطت فيها تلك الفئة التي تصف نفسها بالنخبة، الذين تخلوا عن مبادئ الفكر الصائب المناصر للحق، وتمسكوا بالأفكار الباطلة ليتملقوا لسادتهم ويتبركوا بخرافاتهم، وفي الحقيقة جميعهم عبيد لغرائزهم الحيوانية الرجسة التي تقتل حرية العقل والإرادة السوية.

لقد قبل الحوثييون أن يكونوا عبيداً أذلاء لسيدهم الهالك نصرالله وقبله خامئني، الذين يسوقونهم متى شاءوا وإلى حيث أرادوا حتى أصبحوا كائنات بيولوجية لا يملكون سوى بعض الوظائف المحددة، ولربما تدخل سادتهم في طريقة أداء الوظيفة البيولوجية، وما عليهم إلا أن يذعنوا سمعاً وطاعة، وبهذا الذل يستمرئ هذا الكائن الحوثي الضعيف العاجز عن لملمة بقاياه، ويسجي الوقت الطويل في البحث عن تبريرات يراها منطقية لتسويقها للآخرين كي يقنعهم بصواب موقفه ونضوج فكره، دونما تفكير في حياته البائسة وانحنائه المستمر في جميع المواقف الذي شجع المعممين اللبنانيين والايرانيين على ركوبهِ وهدر كرامته.