وثيقة: أدوية منتهية الصلاحية تباع علناً في صيدليات تعز

كشفت وثيقة رسمية عن بيع أدوية قريبة من انتهاء صلاحيتها في عدد من الصيدليات بمدينة تعز، الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، جنوب شرقي البلاد، في ظل استمرار التلاعب بالأسعار رغم تحسن قيمة العملة المحلية.

يأتي ذلك في الوقت الذي يجمع اختصاصيون على مخاطر بيع الأدوية المشارفة على الانتهاء، باعتبارها في عداد المنتهية لاعتبارات عدة أبرزها وضع احتمالات سوء النقل والتخزين واختلاف درجة حرارة الجو، وغيره.

وطالبت الدكتورة إيلان عبد الحق، وكيلة المحافظة للشؤون الصحية، في مذكرة رسمية وجهتها اليوم الأربعاء 17 سبتمبر/أيلول، إلى مدير فرع هيئة الأدوية، ومدير مكتب الصحة، ومدير مكتب الصناعة والتجارة، بضرورة إصدار تعميم يمنع بيع الأدوية القريبة من انتهاء الصلاحية، ومحاسبة المخالفين.

وأوضحت الوثيقة أنه خلال جولة ميدانية نفذتها وكيلة المحافظة، تم رصد صيدليات تبيع أدوية لم يتبق على انتهاء صلاحيتها سوى فترة وجيزة، وما تزال تُتداول بشكل طبيعي.

وشددت المذكرة على ضرورة إلزام جميع الصيدليات، والنقاط الأمنية، والمستشفيات، والجهات المعنية، بعدم بيع أي دواء تقل مدة صلاحيته عن ثلاثة أشهر، وعدم صرفه للمرضى أو تخزينه من قبل الموردين، تفادياً لأي مخاطر صحية تهدد حياة المستهلكين.

كما أشارت الوكيلة عبدالحق إلى استمرار بعض الصيدليات بيع الأدوية بأسعار مرتفعة رغم تحسن قيمة العملة المحلية.

وتعكس الوثيقة –بحسب ناشطين– إدانة واضحة لفساد الأجهزة الحكومية والوزارات المعنية التي تنصلت من مسؤولياتها الرقابية والإنسانية، تاركة أرواح المواطنين رهينة لجشع التجار، في وقت أظهرت تسجيلات مرئية من الجولة الميدانية كيف تحوّل بعض الصيادلة والأطباء من "ملائكة رحمة" إلى "تجار موت"، وفق تعبير شهود عيان.

وفي السياق ذاته، أقرّ صيادلة بأن بعض الأطباء يصفون أدوية بعينها للمرضى رغم عدم ضرورتها طبياً، بهدف الحصول على عمولات من الصيدليات المروّجة لتلك الأصناف، وهو ما أكده أثناء الحملة مدير مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور فهد النظاري.

وخلال الحملة الميدانية، تم إغلاق صيدليتين مخالفتين، غير أن هذا الإجراء لا يمثل نهاية لمعاناة أبناء تعز، في ظل تفشي الفساد المالي والأخلاقي في القطاع الصحي، الذي بات يشكل تهديداً مباشراً لحياة المواطنين.