عدن تغرق في الظلام إثر توقف آخر محطة توليد واحتجاز ناقلات النفط في أبين

غرقت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مساء السبت 18 أكتوبر 2025، في ظلامٍ دامس عقب توقف محطة بترومسيلة (الرئيس) عن العمل بسبب نفاد الوقود، لتعيش المدينة أسوأ أزمة كهرباء منذ سنوات، في وقت تتواصل فيه معاناة السكان تحت وطأة الحر الخانق والانهيار الاقتصادي المتفاقم.

وكانت المؤسسة العامة للكهرباء بعدن قد حذّرت، يوم الجمعة، من توقف شامل للمنظومة الكهربائية خلال ساعات، جراء استمرار احتجاز ناقلات النفط الخام القادمة من ميناء الضبة في منطقة أحور بمحافظة أبين، ومنعها من الوصول إلى محطة الرئيس التي كانت تعمل بتوربين واحد فقط وقدرة تشغيلية 70 وات، بعد خروج باقي المحطات عن الخدمة.

وأكدت المؤسسة أن إدارة محطة بترومسيلة أبلغت مركز التحكم عن توقف وشيك للتوربين الأخير خلال الساعات القليلة الماضية نتيجة نفاد الوقود بالكامل، ما يعني انقطاعاً كلياً للكهرباء عن المدينة ودخولها في عتمة غير مسبوقة.

وقال سكان محليون لوكالة خبر، إن ساعات الانقطاع تجاوزت 20 ساعة متواصلة مقابل أقل من ساعتي تشغيل، ما جعل الحياة اليومية شبه مشلولة. 

وازدادت معاناة الأهالي، خصوصاً كبار السن والأطفال والمرضى في المستشفيات، مع ارتفاع درجات الحرارة في المدينة الساحلية.

وتسببت الأزمة في شلّ قطاعات اقتصادية حيوية، أبرزها تجارة الأغذية المجمّدة ومنتجات الألبان التي تعتمد على التبريد، مما دفع المستثمرين إلى تشغيل مولدات خاصة منذ بداية الأزمة وبتكلفة باهظة انعكست مباشرة على أسعار السلع الأساسية.

ويرى مراقبون للمشهد، أن ملف الكهرباء في عدن تحوّل خلال السنوات السبع الماضية إلى أحد أبرز رموز الفساد والفشل الحكومي، رغم الوعود المتكررة بخطط لإصلاح المنظومة وتحسين الخدمة.

وأكدوا لـ"خبر" أن استمرار الانقسامات داخل مؤسسات الدولة وغياب الرقابة جعل من هذا الملف بوابة للنهب والثراء غير المشروع على حساب معاناة مئات آلاف السكان الذين يعيشون في ظروف معيشية قاسية، وسط تدهور العملة المحلية وتوقف صرف الرواتب منذ أشهر.