خبير آثار: هيئة الآثار في صنعاء تقر بوجود “ثلاثية مدمّرة” تهدد تاريخ اليمن
كشف الخبير في شؤون الآثار عبد الله محسن أن الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء أقرت، وللمرة الأولى، بوجود ما وصفه بـ«الثلاثية المدمّرة» التي تهدد تاريخ وآثار اليمن، والمتمثلة في التدمير الممنهج، وأعمال النهب، وسرقة المتاحف.
وأوضح محسن، في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك»، أنه اطّلع على بيان صادر عن الهيئة بتاريخ 13 ديسمبر الجاري، اعتبره اعترافًا صريحًا بتعرّض الآثار اليمنية لاستهداف منظم، بعد سنوات من إنكار وجود تدمير ممنهج تقف خلفه، بحسب وصفه، «جهات نافذة وعصابات منظمة، بدافع تدمير التاريخ أكثر من تحقيق الربح».
ونقل محسن نصًا عن منشور الهيئة جاء فيه أن «الآثار اليمنية تتعرض لأعمال نهب وتدمير ممنهج، إضافة إلى سرقة المتاحف، ما يضع الجميع أمام مسؤولية كبيرة لحماية الآثار والتراث، حكومةً ومنظمات غير حكومية ومنظمات دولية معنية بحماية التراث، وفِرَق المجتمع المدني»، محذرة من أن تجاهل هذا الخطر سيجعل من الصعب مواجهة التهديدات المتصاعدة التي تطال القطاع الأثري في الآونة الأخيرة.
وأضافت الهيئة، بحسب ما أورده محسن، أنها رصدت العديد من البلاغات التي ترد إليها بشكل متكرر حول تدمير ونهب مواقع أثرية، إلى جانب استهداف المتاحف في عدد من المناطق.
وفي تعليقه، أشار الخبير عبد الله محسن إلى ما وصفه بـ«الصمت الغريب» من قبل هيئة الآثار والمتاحف في عدن، رغم الاعتراف الدولي والإقليمي بها، منتقدًا غياب موقف واضح إزاء ما تتعرض له الآثار اليمنية من انتهاكات.
ولفت محسن إلى الوضع المتردي لمكتب هيئة الآثار في محافظة مأرب، مؤكدًا أنه «لا يزال يبحث عن مقر له»، وأن مدير مكتب الآثار هناك «يحمل مكتبه في حقيبة يد»، في إشارة إلى حجم الإهمال والتحديات التي تواجه المؤسسات المعنية بحماية التراث في البلاد.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التحذيرات من تدهور وضع المواقع الأثرية والمتاحف في اليمن، مع استمرار الحرب وتعدد الجهات المتحكمة، ما يهدد بفقدان جزء كبير من الإرث الحضاري اليمني.